حماس والطريق الصعب للمحافظة على الثوابت الفلسطينية
حماس والطريق الصعب للمحافظة على الثوابت الفلسطينية
د. سلمان محمد سلمان أستاذ فيزياء الطاقة العالية والدقائق الأولية فلسطين
التاريخ 28-1-2006
انتصار حماس في الانتخابات التشريعية يمثل نقطة تحول تاريخية وردة الفعل الاولى هي كيف تقوم حماس بصنع صيغة تسمح لها النجاح في الحكم دون إعلان مواقف تتساوق مع اوسلو وخارطة الطريق و الحفاظ على الثوابت الفلسطينية دون القطيعة مع العالم.
الثوابت المقصودة هي حق العودة والقدس وحق الدولة المستقلة ووحدة الشعب الفلسطيني وحق المقاومة للاحتلال.
وماذا يعني التمسك بالثوابت: هل يتم برفض التفاوض مع إسرائيل شكلا أم برفض التنازل الفعلي بغض النظر عن وسائل التعامل مع الاحتلال.
الحل المناسب لمسالة الحكم يتم من خلال فصل المسار التفاوضي عن الحكم من خلال إعادة اعتماد المرجعية التفاوضية لمنظمة التحرير ولكن بعد إعادة انتخاب مجلسها الوطني ولجنتها التنفيذية. والعمل على تقوية منظمة التحرير بذاته يمثل متطلبا مسبقا للتمسك بحق العودة حيث أن منظمة التحرير هي من يمثل كل الشعب الفلسطيني.
وكيف يتم التفاوض بخصوص أمور الحياة المعيشية ( التنسيق العسكري والمدني والمعابر وإدارة الأمن والتنسيق المالي والإداري). من الصعب لحماس عدم تنفيذ ذلك من خلال حكومتها المرتقبة ولا يهم من يكون الشخص المعتمد.
وكيف يتم تجاوز طلبات أميركا وأوروبا بخصوص الاعتراف بإسرائيل- يتطلب الأمر حكمة وصيغ مختلفة. لكن المهم الحفاظ على الثوابت ولا يهم شكل التعامل مع الاحتلال أو الحكومة الإسرائيلية.
المسالة الأخرى كيف يتم منع فرص الصدام مع فتح إذا قررت إسرائيل حصار السلطة الجديدة- مسالة معقدة تحتاج الى مرونة معقدة لحفظ التوازن. والحل العام يتم من خلال إيجاد صيغة تنسيق حقيقية مع التيار المتمسك بمنظمة التحرير وحق العودة من فتح. وهو تيار واسع لكنة كان ضعيف النفوذ في الفترات السابقة.
وكيف تقوم فتح بالتعامل مع حماس- تيار الحل سوف يعمل كمعارضة من يمين حماس لدفعها نحو اوسلو وخارطة الطريق. والتيار الآخر من فتح سيقف من يسار حماس و يحاول شدها نحو تقوية منظمة التحرير. فكيف تستطيع فتح التماسك بتيارين منفصلين. الأمل أن تستطيع فتح حسم أمرها باي موقع تكون ومن غير المعقول أن تحمل التوجهين الى مالا نهاية.
المتوقع من القوى أن تقوم بوضع هدف نجاح الشعب الفلسطيني قبل مصالحها الحزبية والمطلوب أن يكون الاصطفاف بالمواقف السياسية وليس بالمستويات الحزبية.