تعدد زوجات الرسول بين الالتزام بما رخص للناس والاستثناء الإلهي
تعدد زوجات الرسول بين الالتزام الكامل بما رخص للناس والاستثناء الإلهي
الهدف من هذه الدراسة الوصول إلى تحليل موضوعي ينقح الفهم الدارج في التراث حول تعدد زوجات الرسول والعشوائية السائدة في تفسير ذلك ولماذا تم تقديم امتياز للرسول مع حرمان المسلمين من نفس الامتيازات. وقد توصلت بناءً على نصوص القرآن ذات العلاقة مع الاعتماد على المتواتر من السيرة النبوية عن نساء النبي إلى أن العدد لا يشمل كل من يرد ذكرهن. وقد بينت كل الحالات ذات العلاقات دون فرض من طرفي ودون تبرير لاستثناء بعض الوارد تاريخيا لأنه يتناقض مع الآيات ذات العلاقة.
وقد حاول كثيرون تناول هذا الأمر بالاعتماد على القرآن لكن تم ذلك مقتطعا ولم يؤخذ بكل الآيات وكان التحليل بأجندة مسبقة تريد إثبات شيء مسبق وتجاوز ما هو مثبت في نصوص القران لتمرير الحل المطلوب.
ليس عندي أية مواقف مسبقة إلا ان القران صحيح ودقيق. كل ما أريد إثباته هو فهم التوزيع الفعلي والحقيقي لسيرة الرسول وزوجاته وقد تيسر الحل بشكل شافي من خلال تناول كل الآيات ذات العلاقة بما يشرح كل حالة من حالات الزواج ويعطيها حقها دون أي اعتبار ان غرائز الرسول غير طبيعية او انه كان يريد التجاوز للاستمتاع.
نتناول أولا تفسير الآيات ذات العلاقة ومن ثم نطبق الفهم بشكل تناوبي على حالات الزواج، لنصل في النهاية لشكل مستقر ينسجم مع دور الرسول ويفسر تطور الأحداث بشكل مقنع.
توصلت إلى النتائج أدناه بعد تطبيق آلية البحث بالتناوب عدة مرات حتى وصلت لنتيجة منسجمة ومستقرة. بعد قراءة التحليل، نعود لنص القران ونثبت الانسجام الكامل، بما يحقق مقولة أن القران كامل ومنسجم ولا يجوز إلغاء آياته بدعوى النسخ.
هناك منشور يناقش مسالة التعدد عموماً، وتعدد زوجات الرسول، ولا علاقة لذلك بخلافات بين نساء الرسول او غير ذلك. لا يمكن طبعاً قبول تهجم على أي من أمهات المؤمنين مهما كان الموقف من أي منهن فذلك أمر الله نصاً في القرآن.
وجهة نظر المنشور مقتطعة تقول أن عدد زوجات الرسول الإجمالي 4 حسب المتحدث في الفيديو المرفق:
- خديجة بنت خويلد: حتى وفاتها “السنة 6” للبعثة والواقع أنها توفيت في 10 للبعثة.
- عائشة بنت أبي بكر: بعد وفاة خديجة حتى 3 هجرية. الواقع ان عائشة تزوجت سنة 2 هجرية.
- ثم تزوج حفصة بنت عمر وزينب بنت خزيمة للفترة 3 إلى 5 هجرية. وألغيَ أي زواج آخر.
يستنتج المتحدث بناءً على ذلك ويستشهد بالآيات. لكنه لم يقم ببحث حصري وشامل لكل الآيات ذات العلاقة فنتجت استنتاجات مقتطعة وغير كاملة. الحديث يستحق التمعن والتأكد وقد أعددت دراسة شمولية بالأمر انشرها أدناه. في أخر الفيديو يشكك جانبيا دون علاقة في رسائل الرسول لحكام مصر وبيزنطة والمدائن. لا أعرف لماذا أثارها.
https://www.facebook.com/100008622729998/videos/878225243823397
هناك مشاكل جدية في سردية المتحدث، ولو جمعنا كل الآيات ذات العلاقة نجد التالي:
- ليس هناك دليل قاطع أن زوجات الرسول كن محصورات في 3 باعتبار أن الآيات تطرقت لهن بمكان وجود زوجات، فذِكر3 منهن مرتبطات بحدث لا يعني أنه لا يوجد غيرهن.
- هناك تناقضات تواريخ، ففد ذكر أن الرسول تزوج عائشة في 6 من البعثة وهو حسب السجل تزوج في 2-3 هجرية.
قمنا بالتحقق من تقاطع القصص والتواريخ وكل آيات القران ذات العلاقة وتوصلنا للتالي:
أولا: زوجات قبل الهجرة:
- خديجة: منذ 28 قبل الهجرة او 15 قبل البعثة، وظلت زوجة واحدة حتى وفاتها عام 10 بعثة، ولمدة 25 عاماً.
- سودة بنت زمعة: من المحتمل بقوة أن يكون الرسول تزوجها منفردة للفترة 10 بعثة حتى 3 هجري، أو 6 سنوات. لم يطلقها الرسول وبقيت على ذمته حتى وفاته.
ثانيا: زواج قسط اليتامى
تم زواج كل من التالية بسبب وفاة أزواجهن وهن معيلات وتنطبق عليهن آيات القسط باليتامى وهن من أقارب الرسول أو أزواجهن كذلك.
- تزوج زينب بنت خزيمة في 3 هجرية ولم تعش إلا أشهراً وهي كانت زوجة قريب للرسول توفي بعد الجهاد.
- أم سلمة في 4 هجرية بعد وفاة زوجها، ابن عمة الرسول، بعد جهاده في معركة أحد وجرحه فيها، وكان عندها 4 أطفال يستحقون الرعاية.
ثالثا: قرابة و نسب سابق
التالية زوجات بحكم قرابة بعيدة او زواج مصاهرة مقربين:
- عائشة بنت أبي بكر: 2-3 هجري.
- حفصة بنت عمر: 3 هجري.
- زينب بنت جحش 3-4 هجري بأمر صريح من الله وكانت الخامسة ومتجاوزة حد الأربعة.
- ميمونة بنت الحارث، أخت زينب بنت خزيمة، في سنة 6 هجرية. الأكثر احتمالاً أن تكون هي من وهبت نفسها وذكرها القران وكانت السادسة ومتجاوزة حد الأربعة.
رابعا: زواج من جارية أو ملك يمين
- مارية القبطية الأرجح أسلمت وتزوجها وتحررت بعد انجاب ابنه ابراهيم الذي توفي أشهراً قبل وفاة الرسول.
وهي من أسرة قبطية كبيرة تمت هديتها من المقوقس للرسول وذلك سنة 7 هجرية، وهي ربما من ذكرها القران في ما ملكت اليمن من الفيء، وهي أيضاً ربما آخر زوجة قبل تحريم الزواج عليه من جدد.
خامسا: عدد الزوجات في أية فترة
عليه يكون عدد زوجات الرسول الكلي 9، تواجد منهن مجتمعاً 5، يضاف لهن من وهبت نفسها، وإعطاء الله الرسول رخصة للتجاوز، ومارية والتي أتته كملك يمين من الفيء. ثلاثة منهن زواج قسط باليتامى، والبقية أقارب او ملك يمين. هذا لخصته الآية 53 من سورة الأحزاب.
فترات زواجه
- -28 هجري حتى 2 هجري: زوجة واحدة.
- 2 حتى 3 هجري: 4، واحدة توفيت وكانت كفالة أيتام.
- 3 حتى 6 هجري: 5 زوجات منهن اثنتان كفالة أيتام وواحدة بأمر من الله.
- 6 حتى 7 هجرية: 4، يضاف لهن من وهبت نفسها وتأكيد ذلك من الله، ومارية القبطية.
- تم المنع بعد ذلك وكان العدد 4 دون شروط، واثنتان بأمر أو تأكيد إلهي يضاف لها ملك اليمين.
سادساً: تحريم مزيد من الزواج او الاستبدال
- في سنة 7 هجرية تم تحريم استبدال الرسول لأي من زوجاته أو الزواج من غيرهن بآية من سورة الأحزاب، وتم تطبيق ما يطبق على المسلمين والحديث عن إلغاء تلك الآية مردود جملة لأن الإلغاء مرفوض مبدئياً.
- قبل وفاة الرسول وآية المنع، تعهدت زوجاته السبع بعدم الزواج بعده، وبأن يقرن في بيوتهن، وتم اعتبارهن أمهات المؤمنين بمن فيهن من توفيتا وعليه يكون الإجمالي 9.
- استثنى ملك اليمين من منع الزواج وهذا سمح له بالزواج من مارية وليس التسري لأن التسري مرفوض حسب الآية من سورة النساء
سابعاً: الملخص والإجمالي
الأحياء: سودة، وعائشة، وحفصة، وزينب، وأم سلمة، وميمونة التي وهبت نفسها، ومارية كملك يمين تحررت بعده.
متوفيات: خديجة، وزينب بنت خزيمة.
- عليه فالحد الأقصى المتزامن كان 7 نساء بما فيهن مارية.
- أما اذا أضفنا أم حبية وجويرية وصفية ننتهي ب 10 أحياء عند الوفاة و12 إجمالي.
ثامناً: لماذا نتحفظ على إضافة أم حبيبة وجويرية بنت الحارث وصفية بنت أخطب؟
- أم حبيبة: لا تقف كثيراً وقصتها تثير الشك، حيث هاجرت وزوجها الذي تنصر وتركها، ثم عادت وتزوجت الرسول في 7 هجري وهي سنة متأخرة وقريبة من منع الزواج على الرسول، ولم ينزل أمر الهي بزواجها مثل حالة زينب بنت جحش أو ميمونة.
- صفية: التاريخ هنا متناقض، فغزوة النضير حصلت سنة 4 هجرية، بينما تزوجها، حسب الروايات، سنة 7 هجرية بعد خيبر، وليس واضحاً أين كانت في كل تلك الفترة، ولماذا يريدها بعد سبيها. لم يرد أمر بزواجها لتجاوز الأربعة.
- جويرية: تمت غزوة بني المصطلق سنة 5 هجرية حيث تم الزواج في تلك السنة أيضاً، ولكن لم يرد أمر بزواجها لتجاوز الأربعة.
- كل نساء الرسول كن من ذوات القربى أو المقربين والخيرين. صفية وجويرية من نسل أعداء الرسول الذين قضى عليهم، فلا يصح تجاوز الأربعة بدون أمر الله أن يحررهن ويتزوجهن بينما لم يحرر مارية مباشرة.
تاسعاً: خاتمة
ما أوردت من أمثله في الآيات جزء له علاقة بالخلاف الذي حصل حين أسرّ الرسول لإحدى زوجاته سراً، فأبلغته لزوجتين أخرتين فقامتا بتآمر على الرسول فغضب الله عليهما وهددهما وتابتا وبدأ بعد ذلك تعاهد بين نساء الرسول مع الله، تم بعده منع الرسول من زواج جدد أو استبدالهن ليصبحن أمهات المؤمنين بحق.
بعد اكتمال الدراسة المتعلقة بتعدد زوجات الرسل ومن هن زوجاته حقاً، النتيجة أن الرسول كان ملتزماً حرفياً بما أمره الله، ولم يتزوج يوماً لأغراض التمتع والشهوة. وقضى 55 عاماً من حياته متزوجاً بواحدة وقام بالتعدد بناءً على تطورات تطلبت ذلك بأمر من الله، أما التراث المرتبط فكثيره لا يصلح ولا يلزم.
الجدول المرفق يدرج الزوجات المسجلة تاريخياً وما تصل إليه الدراسة من واقعية الأمر وانسجام الزواج مع نصوص الآيات.
زوجات الرسول وسنة الزواج وسنة الوفاة وملاحظات القرابة وسبب الزواج | |||||
عدد الزوجات حينها | ملاحظات سبب الزواج وتقديرات سن الزواج والوفاة | قرابة وملاحظات | سنة الوفاة | سنة الزواج | الاسم |
1 | – | لا قرابة. | 3 | -28 | خديجة بنت خويلد |
1 | قسط باليتامى. وفاة زوجها الأول وتزوجها بعد وفاة خديجة وكان عمرها 31 عاما تقريبا توفيت بسن حوالي 88 عاماً. | لا قرابة. | 54 | -3 | سودة بنت زمعة |
2 | تزوجت وهي بعمر 18 عاما في 2 هجري وتوفيت في 56 بسن 72 عاماً. | تجتمع القرابة في مرة بن كعب بنت خالة الرسول. | 56 | 2 | عائشة بنت أبي بكر |
3 | زوجة ثانية بعمر 25 عاما وتوفيت بسن 67 عاماً. | تجتمع القرابة فيفي كعب بن لؤي بنت عمة الرسول. | 45 | 3 | حفصة بنت عمر |
4 | قسط باليتامى. تزوجت الرسول عن عمر 35 عاماً وتوفيت بنفس العمر. | أرمله ابن عمته وأخت ميمونة. | 4 | 3 | زينب بنت خزيمة |
4 | قسط باليتامى. تزوجت عن عمر 27 عاماً وتوفيت بسن 81 عاماً. | لا قرابة – أرملة مجاهد. | 58 | 4 | أم سلمة |
5 | الفرق بين الأبوة والتبني حسب الاحزاب 36-38. امر الهي باستثناء التعدد فوق 4. تزوجت وهي 25 عاماً وتوفيت بسن 40 عاماً. | ابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب. | 20 | 4 | زينب بنت جحش |
6 | وهبت نفسها وأكدت آية 50 الأحزاب على الاستثناء فوق 4. تزوجت وهي 35 عاماً وتوفيت بسن 79 عاماً. | أخت زينب بنت خزيمة، وأخت زوجات حمزة والعباس وجعفر بن أبي طالب، وأخت أم خالد بن الوليد. | 51 | 7 | ميمونة بنت الحارث |
7 | ملك يمين ولا يلزمها استثناء. أسلمت وتزوجت بعمر 25 عاماً، وتم تحريرها. توفيت بسن 34 عاماً. | لا قرابة – من أسرة كريمة من القبط أهداها المقوقس للنبي. | 16 | 7 | مارية القبطية |
– | استبعاد. ليس هناك امر الهي باستثناء مطلوب لما فوق 4. | تناقضات – لا قرابة وابنة العدو المعاقب. | 50 | 5 | جويرية بنت الحارث |
– | استبعاد. ليس هناك امر الهي باستثناء مطلوب لما فوق 4 أو بعد المنع. | تناقضات – لا قرابة بنت أبو سفيان. | 44 | 7 | أم حبيبة |
– | استبعاد. ليس هناك امر الهي باستثناء مطلوب لما فوق 4 أو بعد المنع. | تناقضات – لا قرابة وابنة العدو المعاقب. | 50 | 7 | صفية بنت حيي |
–
عاشراً: التوصيات
- من المهم الأخذ بأن ما يطبق على كل المسلمين كان الرسول ملتزما به والاستثناءات تمت بآيات من القرآن مباشرة.
- إذا التزمنا بالآيات حسب نصوصها من الصعب إدراج أم حبيبية وصفية وجويرية ضمن نساء النبي.
- كثير من التراث يحتوي تناقضات ونسخ آيات بمعنى الإلغاء دون أي مبرر. يبدو ان كل المواقع التي استخدمت فيها حجة النسخ لا تقف.
- يمكن الاستنتاج من سيرة الرسول ان زواج الواحدة هو الأصل والتعدد هو الاستثناء لمعالجة قضايا اجتماعية مفصلية.
- كل زوجات الرسول من مقربين أو أقارب بينما اثنتان من المستبعدات من العدو الذي تم القضاء عليه.
- تعدد الأربعة قائم ضمن شروط العدل ويتم التأكيد عليه ضمن القسط. وقد حقق الرسول ثلاث حالات من تنطبق عليهن حالة القسط باليتامىقبل ان يصل إلى اربع.
- ما يزرع الطمأنينة ان آيات القران منسجمة وتختفي كل تناقضات التراث إذا تم التمسك بها. من الواجب تنقيح التراث على معيار القرآن.
- سيرة الرسول أطهر بكثير مما هو مسجل في التراث.
- كل زوجات الرسول أمهات المؤمنين بما فيهن مارية لأنه تم زواجها مثل غيرها والاستثناء أنها كانت ملك يمين وفر الحل للرسول دون استثناء خاص
- الأقرب للمنطقي ان فاطمة ولدت لخديجة قبل بلوغها الخمسين وعليه فموقف من يطرحون أنها ولدت السنة الخامسة للبعثة لا يقف، لأن عمر خديجة كان اسرف على الستين اذا افترضنا أنها كانت أربعين حين تزوجها ربما كان سنها أصغر وافتراض عمر 35 مثلا ييسر الكثير من انسجام الأمور لكثير من التواريخ.
حادي عشر: تفسير الآيات
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا {3} النساء.
هذه الآية ترخص التعدد حتى أربعة نساء مرتبطة بشكل كبير شرطيا بالقسط لليتامى وهذا يعني ان الهدف من الزواج والتعد توفير بيئة مساعدة للأيتام. طبعا يمكن الاستنتاج ان حد الأربعة قائم دون الشرط مع ان ذلك يضعف الحجة البديل ان الرخصة مفتوحة وان هذه الآية خددت العدد في حالة اليتامى لكن الآية تهتم بالعدل لضمان الحق.
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا {24} النساء. وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {25}النساء.
بعد أن عدد في الآية 23 المحرمات من النساء فقد أوضح ان الحلال يتم بزواج للمحضنة ولملك اليمين على السواء وبمهر وإذن الأهل.
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ {3} إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ {4} عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا {5} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {6} التحريم
تتحدث الآيات عن مشكلة حصلت حين انبأ الرسول إحدى زوجاته بسر ولم يحدد ذلك السر او من تم تبليغها به. قامت المعنية بتبليغ واحدة أخرى من نسا ء النبي. صنع ذلك إشكالا وعلم الرسول من الله ما تم فعاتب من بلغها السر وأبلغها أنه عرف ذلك من الله. وقد طلب القرآن ان تتوب اثنتان من نساء الرسول وهن يمكن ان تكونا من بلغت السر ومن استمعت إليه ونشرته أكثر.
بذلك تم استخدام تتوبا وان قامتا بذلك صغت قلوبهما وصفا الأمر وبذلك فقد استمعتا للحق ويتوب الله عليهما. غير ذلك فهن تحت حرب من الله وجبريل والمؤمنين والملائكة.
ليس واضحا خطورة السر الذي تطلب حربا من الله اذا لم تعتذرا وتتوبا
بل هددهن بالجمع وليس المثنى بتطليقهن واستبدالهن بزوجات افضل منهن. كما يبدو شاركت بعض نساء النبي في الجدل فجاء تهديد العقاب اشمل ممن ارتكبن الخلل الأصلي.
وقد تبن بسرعة وتبع ذلك شروط إلهية بالتزام مضاعف بكل الأخلاق الحسنة ويجازين ضعف اجر العمل الصالح وبالمقابل ضعف الإثم للخطأ. وقد نتج عن تطهرهن المطلوب ان اصبحن أمهات المؤمنين ومنع الله الرسول من زواج أي جديد او استبدال سابقة.
لا يلزمنا معرفة المعنيات ولا طبيعة المشكلة ولو أراد الله لذكره وعليه فلا يجوز النبش فيما لا يريد الله قوله لأنه ان كان صحيحا فهو نبش لم يأذن الله به ذوي العلاقة وان كان افتراءات فهو تدليس وزور.
الحكمة:
من الممكن ان تخصل تجاوزات حتى من زوجات الرسول. لكن ذلك غير مقبول لأنه يمكن ان يؤثر على سير الدعوة وحساسية الدور. لذلك غضب الله العام على التجاوز. بعد التوبة وعهد كل نساء الرسول بالالتزام الحديدي فقد تحقق هدف دورهن في دعم الرسالة والحفاظ عليها فاستحفين لقب أمهات المؤمنين.
ما ينتشر في التراث خارج النسق أعلاه يمثل نوعا من الرجم بالغيب او النميمة لأنه لا يجوز نشر المعلومات غير المصرحة اذا كانت صحيحة بينما تأليفها يمثل زورا وبهنانا يستحق العقاب.
{ٱدۡعُوهُمۡ لِأٓبَآئِهِمۡ هُوَ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِۚ فَإِن لَّمۡ تَعۡلَمُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَمَوَٰلِيكُمۡۚ وَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٞ فِيمَآ أَخۡطَأۡتُم بِهِۦ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتۡ قُلُوبُكُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمًا (5) النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}(الأحزاب 5-6)
الإعلان أن الولد للفراش والابن لأبيه وأن نساء النبي مرجعية للمؤمنين بعدما تعهدن بما طلب الله منهن، ويضيف أن الأقارب يجب أن يسندوا بعضهم وهذا أمر إلهي.
يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأۡتِ مِنكُنَّ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖ يُضَٰعَفۡ لَهَا ٱلۡعَذَابُ ضِعۡفَيۡنِۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا (30) ۞وَمَن يَقۡنُتۡ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا نُّؤۡتِهَآ أَجۡرَهَا مَرَّتَيۡنِ وَأَعۡتَدۡنَا لَهَا رِزۡقٗا كَرِيمٗا (31) يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسۡتُنَّ كَأَحَدٖ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيۡتُنَّۚ فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ وَقُلۡنَ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا (32) وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا (33) وَٱذۡكُرۡنَ مَا يُتۡلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ وَٱلۡحِكۡمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (الأحزاب 30-34).
تجهيز لنساء النبي بطاعة أوامر الله في دورهن ليكن مؤهلات بدور أمهات المؤمنين.
{وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا (36) وَإِذۡ تَقُولُ لِلَّذِيٓ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَأَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِ أَمۡسِكۡ عَلَيۡكَ زَوۡجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخۡفِي فِي نَفۡسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبۡدِيهِ وَتَخۡشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَىٰهُۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيۡدٞ مِّنۡهَا وَطَرٗا زَوَّجۡنَٰكَهَا لِكَيۡ لَا يَكُونَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ حَرَجٞ فِيٓ أَزۡوَٰجِ أَدۡعِيَآئِهِمۡ إِذَا قَضَوۡاْ مِنۡهُنَّ وَطَرٗاۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ مَفۡعُولٗا (37) مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنۡ حَرَجٖ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُۥۖ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قَدَرٗا مَّقۡدُورًا}(الأحزاب 36-38).
تتحدث الآيات عن قصة زينب بنت جحش، ابنة عمة الرسول، التي زوجها لمولاه زيد باعتباره متبنيه ويطرح الله عليه أن أمره لا يقبل اعتبار المتبنى كابن حقيقي لذلك أمره بقبول طلاقها من زيد وزواج الرسول منها لإلغاء شبهة حرمة ما ينتج عن التبني. هذا زواج بناء على أمر إلهي وكسر حد الأربعة وليس له علاقة بالرغبة.
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (الأحزاب 40).
هنا يؤكد القران أن زيداً ليس ابن محمد، وعليه فزواج النبي لزينب بعض طلاقها مطلوب ومؤكد للحكم.
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا الأحزاب 50.
هذه الآية عميقة الدلالة حيث ذكر هنا كل ما يتعلق بنساء النبي وسبب زواجهن حيث يصح له بالإضافة لمن تزوج الزواج ممن ملكت اليمين من الفيء وهذه تنطبق على مارية ، وبنات العم والعمات والخال والخالات وتشمل بقية نساء النبي ما عدا خديجة وسودة بنت زمعة وأم سلمة، وكلهن كن زوجات للرسول عند نزول هذه الآية وكانت أيضاً عائشة، وحفصة، والتي أمر الله بزواج الرسول منها وهي زينب بنت جحش. عليه من يقصدهن ببنات العم والعمات هناك من أقارب زوجات أعمام الرسول و وأبناء عماته. التصريح بنات الخال وليس هناك من نسب الخال. من وردت ضمن الزوجات تشمل سودة وعائشة وحفصة وأم سلمة، ومن حصلن على أمر إلهي زينب بنت جحش واستثناء فوق 4، وميمونة التي وهبت نفسها وأكدت الآية 50 الأحزاب على الاستثناء فوق 4، ومن كانت ملك يمين وتم زواجها دون استثناء حتى لو بعد المنع حسب الآية الاحزاب 52.
{تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا}(الأحزاب 51).
هنا يعطيه الحرية في إيفائهن حق الزوجية وألّا يترك من عزل منهن وهي ربما سودة ويدعو للتواصل معهن ليقمن بدورهن كأمهات المؤمنين على خير صورة.
{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا}(الأحزاب 52).
بعد كل هذا وتهيئة نساء النبي للدور المثالي تم تحريم أي زواج إضافي للرسول وعليه توقف الزواج. كان أخر زواج لميمونة التي وهبت نفسها، ومن بعدها كانت مارية التي كانت ملك يمين. كل الزوجات هن اللاتي تم إدراجهن ولا يجوز زواج غيرهن.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا}(الأحزاب 53).
الآن يوجه الله أمره للناس لاحترام حرمة بيوت نساء النبي وحرم عليهم زواجهن من بعده أبداً وطلب منهن في البقاء في بيوتهن. هكذا تم عقد ابدي بين الرسول وزوجاته ووجب على المؤمنين تكريمهن حياتٍ أو بعد موتهن.
أما آية تطهير أهل البيت (الأحزاب 33) الذي يشمل نساء النبي فقد ذكرت بالنص المذكر للمجموع وهذا تأكيد أن التطهير يشمل أبناء فاطمة ونفسها وأن نسلهم مكرم مثل زوجات النبي. عليه فمن يعتقدون أن النص يستثني نساء النبي او نسل فاطمة يتجاوزون الأصول.
هكذا نصل للصورة الكاملة لفهم المقصود. من المناسب إعادة مراجعة التحليل والملخص ومقارنته بالآيات المرتبطة.
ثاني عشر: تقديرات إضافية ذات علاقة
- ولدت فاطمة وأمها تبلغ من العمر أقل من 50 عاماّ -لنقل تقريباً 48 عاماً- وعلى ذلك يكون عمر فاطمة حوالي 15 سنة عند الهجرة، وحيث تزوجت سنة 5 هجري، تكون تزوجت وهي تبلغ 20 عاماً.
- كان عمر علي 6 سنوات عند البعثة، وعليه تزوج وهو 24 عاماً وأنجبا الحسن والحسين بين 6 إلى 8 هجري وتوفيت فاطمة بعد الرسول بعامين وعمرها 27 عاماً، وعمر علي 31 في سنة 12 هجري. عليه توفي وهو بحدود 63 عاماً.
- خديجة تزوجت النبي عن عمر 40 عاماً وأميل أنها كان أقل لأنها أنجبت 6. نفترض أنها كانت 35 عاماً والرسول 25 عاماً، وعند البعثة كانت 50 عاماً وتوفيت في عمرالـ 60 وأنجبت فاطمة عن عمر 48 عاماً.
- بنات هند أم زينب بنت خزيمة وميمونة وأم الفضل وأم خالدوزوجة حمزة وزوجة جعفر بن أبي طالب عددهن ست أخوات وربما 6 أخوة فيكون الفرق بين أم خالد بافتراض أنها الأكبر وميمونة الأصغر هو عشرون عاماً تكون أم خالد عند الفتح 53 عاما وابنها خالد 30، وذلك معقول.
- بخصوص سودة فه يمن مواليد 589 ميلادي وهي بذلك اصغر من الرسول 19 عاما وقد تزودها وعمه 50 عاما بذلك فقد كانت 31 وعاشت حتى وصلت 88 عاما. والحديث أنها كانت اكبر الرسول غير صحيح.
- بخصوص عائشة فهي من مواليد 5 قبل الهجرة وعليه فهي كان عمرها 20 عاما عند زواجها وعاشت حتى سن 74.