الربيع العربي وانقسامات العالم
الربيع العربي وانقسامات العالم
أحدث الربيع العربي انقساما عميقا لفترة تطول بين العرب والمسلمين، وربما العالم. هناك تيار يتبنى مقولات ثورات الربيع العربي. نسمع الشكوى الدائمة من نتائجه وفي نفس الوقت تمجيد ثورة الجماهير. والتفسير البسيط اعتقاد تيار كبير أن الثورات كادت تنجح، لكن الثورات المضادة أسقطتها، وحرفتها عن هدفها النبيل. في حماة الاندفاع هذه نضع كل من حصل لديه ربيع في سلة مستحقي السقوط، دون تمييز، ولا نتساءل لماذا تتم الثورات في الدول ذات التاريخ الحضاري وتنتهي بالتخلف. في هذ العرض ألخص حدي الموقف: الأول يعتبر الربيع مؤامرة، والأخر يعتبرها ثورات، ونضع تحت كل منها نتائج ذلك الموقف:
يعتبرها مؤامرة لتقسيم العرب وتفككهم | يعتبرها ثورات حقيقية |
الربيع العربي مؤامرة كونية ضد العرب تستغل نقمة الجماهير لتحقيق أهدافها. | الربيع العربي ثورات نقية ضد الظالمين حرفت عن هدفها من قبل مؤامرة عالمية. |
الأنظمة المستهدفة تمثل التيار القومي العربي ويستثنى المرتبط تاريخيا بالغرب. | كل الأنظمة مستهدفة، لكن المؤامرة العالمية أفشلت الثورات الحقيقية وأبقت عملاءها. |
مصر وليبيا وتونس واليمن وسوريا والعراق والجزائر تمثل كتلة العرب الحرجة، واستهدافها يرمي إلى تمزيق العرب نهائيا. | هذه الأنظمة ليست مستهدفة لوحدها. |
الاستراتيجية الأساس تفكيك الجيوش كما حصل في العراق وليبيا واليمن، والمحاولات ضد جيوش مصر والجزائر وسوريا. | الجيوش هي عماد الأنظمة العميلة والدكتاتورية، ويجب إسقاط العسكر. |
سوريا عنوان معركة الحسم لكل الربيع العربي، ونجاح سوريا إفشال المؤامرة الدولية كلها. | سوريا عنوان القوة الغاشمة الأكثر عمالة وعدوانية، وبإسقاطها ينجح الربيع العربي. |
وقفت دول العالم الغربي بمجملها مع الثورات، واستثمرت أكبر طاقتها ضد سوريا، وهذا يدل على صحة الموقف السوري. | لا تفسير لماذا وقف الغرب ضد سوريا لمدة 7 سنوات، وإنكار وقوفه مع الثورات رغم تدخله المباشر في ليبيا والعراق وسوريا. |
روسيا والصين حلفاء طبيعيين ضد المؤامرة الكونية، ويعتبرانها تهديدا لاحقا لهما. | روسيا والصين جزء من مؤامرة العالم ضد الثورات، وهما جزء من الحلف الغربي، والتناقض بين المعسكرين تنافس مصالح. |
يشهد العالم انقساما حقيقيا بين تيار العولمة الذي يريد تشكيل حكومة عالمية، ضد التيارات القومية ومنها العربية. | يشهد العالم تحالفا من كل العالم ضد المجاهدين، الذين يعتبرون تيار العولمة الأقرب لهم. |
المحاور الإقليمية 1) سوريا وايران والعراق وحزب الله – روسيا والصين 2) دول الخليج عدا قطر- ترامب والتيار القومي 3) تركيا والإخوان وقطر- نظام العولمة |
مواقف الدول المختلفة وتداخلها حيال الربيع العربي
- المحاور الإقليمية متناقضة ومتقاطعة بناء على الموقفين أعلاه وتأثير الدول العظمى.
- روسيا تعتبر الربيع العربي مؤامرة كونية ضد القوميات في العالم وتدعم التيارات المناوئة للعولمة.
- سوريا تعتبر نفسها المقاوم الأول ضد مؤامرة الربيع العربي تمثل التيار القومي بينما حليفتها ايران تؤيد كل الثورات ما عدا سوريا وتقف ضد السعودية أولا ومن ثم تركيا وحائرة تجاه الانقسام العالمي.
- تركيا تؤيد كل الثورات التي تقف مع الإخوان وتشمل مصر وليبيا الوفاق والجزائر وسوريا بغض النظر عن موقف الغرب لكنها تقف ضد الثورات المعاكسة مثل السبسي والسيسي والحوثيين أو حصار قطر.
- حماس منقسمة فاغلبها وقف مع الحلف التركي والقطري والإخوان بينما بقي تيار محدود من المقاومة مع سوريا.
- فتح تعتبر الربيع العربي مؤامرة وتتخذ موقفا حياديا مع ميل للتيار القومي العربي.
- مرت السعودية بثلاثة مراحل الأولى تحفظ شامل ضد الربيع العربي زمن الملك عبدالله ثم تحالف مع الإخوان وتركيا ضد سوريا عسكريا بداية تسلم الملك سلمان ثم تناقض مع الإخوان وتركيا بعد ترامب. مع حيرة من موقفه المتقلبة.
انقسام العالم بين تيار العولمة والقوميين وتداخل مواقف القوى
- هناك انقسام عالمي حقيقي بين تيار العولمة الذي يقوده الاتحاد الأوروبي والديموقراطيون في الولايات المتحدة ضد التيارات القومية التي ترفض هيمنة العولمة وتشمل روسيا والصين وبرنامج ترامب السياسي قبل تراجعاته الأخيرة.
- استطاعت الصهيونية توزيع أدوراها بحيث وقف ثلث اليهود مع التيار القومي وترامب والثلثين مع تيار العولمة وعلى المدي البعيد يفضل اليهود تيار العولمة لأنه يفتح المجال لهيمنتهم رغم قلة عددهم بينما يؤدي نجاح التيارات القومية وخاصة المتقاربة إلى تضاؤل نفوذ الصهيونية. ولذلك وقفوا بمجمل قوتهم ضد ترامب حتى أرهقوه ويستغلون تراجعه لترسيخ مكاسب لإسرائيل بينما يستمر الضغط الشامل نحو نجاح العولمة ودورهم المركزي فيها ولن يقفوا مع ترامب إلا اذا سيطرت التيارات القومية.
- تقود روسيا والصين التيار القومي العالمي وتناور مع تيار العولمة لتأجيل لحظة الصدام وربما إلغاءها اذا تمكنتا من كسب الولايات المتحدة أو أوروبا.
- تركيا منقسمة على نفسها فهي من جهة تفضل التوجهات القومية لكنها اقتصادها يعتمد على العولمة ذلك. يسير الإخوان المسلمون ضمن محور العولمة قلبا وروحا ولن يخرجوا عن ذلك.
- تفضل ايران تيار القوميين لكن استهدافها من ترامب الذي يظهر ممثلا للقوميين يجعلها تستعين بأوروبا العولمة لتحييده.
- أوروبا منقسمة فبينما يقود الاتحاد الأوروبي والناتو تيار العولمة هناك قوى أوروبية قومية تعمل على مواجهة تيار العولمة.
- يمر ترامب حاليا بأزمة حقيقة فهو فاز بالانتخابات على أجندة القوميين ولم يقدم لهم أي إنجاز ويحاربه تيار العولمة بكل القسوة حتى يستسلم. وهو يحاول الاستعانة بإسرائيل لتخفيف ضغط اليهود في أميركا والذين يقودون تيار العولمة ولن ينفعه ذلك.
- يقف محمور السعودية ومصر حائرا مع ترامب الذي شجعهم على التمرد على العولمة ودعم القوميين لكنه يخذلهم بانكفاء الأخيرة وظهوره مستسلما لليهود وإسرائيل.
- تريد روسيا نجاح برنامج ترامب القومي لكنها تكاد تفقد الأمل بنجاحه وهي تخط تحالفا أقوى مع الصين والهند لا يعتمد في بقائه على نجاح ترامب مع تفضيل ذلك طبعا. ويبدو أن مغازلة إسرائيل نتنياهو “الحليف القومي” تقع ضمن هذا التوجه الذي يريد كسب أميركا القومية قدر الاستطاعة. وهذا يعكس اعترافا بقوة الموقف اليهودي لكنه لن ينفع أيضا.
- الصراع حقيقي وحاد وستقرر نتائجه مستقبل العالم لفترة طويلة
أفضل النتائج للعرب: نجاح سوريا وتكون تحالف معقول يجمع السعودية ومصر والجزائر والعراق ويضم ايران وتركيا وعلاقات مميزة مع روسيا والصين سوف يكرس كتلة القوميين العالمية ويسد الطرق أمام العولمة مما سيقوي القوميين في أميركا وأوروبا ويسرع سقوط الرأسمالية ونشوء نظام جديد لما بعدها.
أسوأ النتائج للعرب: سقوط سوريا وانهيار ترامب لخدمة الصهيونية وانسحاب روسيا من المعادلة ( روسيا لن تنضم للغرب إلا بسقوط تيار بوتين وهذا صعب) سيؤدي إلى انهيار العرب وتلاشي ايران وتقسيم تركيا واختفاء الإخوان رغم تحالفهم الحالي مع العولمة وتحقيق مشروع إسرائيل الكبرى.
تمثل المقولات أعلاه خلاصة عدد كبير من الدراسات المنهجية أعددتها خلال السنوات العشر الماضية. أتمنى عليكم قراءة متأنية وعميقة فليس من الممكن تلخيص تعقيدات النظام العالمي بأقل مما حاولت ومن يريد ما أقل لن يحقق ما يدل.
أعتقد أن النظام الرأسمالي سينهار في النهاية لكن نجاح تيار العولمة سيؤجل ذلك ربما لما بين خمسين إلى مئة عام. وفشله سيسرع نشوء النظام العالمي الجديد خلال هذا الجيل. المعركة تستحق الكثير من الوعي والاتكال على الله.
أولا: كانت معركة مفروضة ولو لم تقاتل سوريا لتغير التاريخ. سوريا دافعت عن الأرض كلها بدفاعها عن كيانها.
ثانيا: من استهدف سوريا كان متآمرا على كل المنطقة. لو سقطت سوريا والحمد لله لم يحصل ذلك رغم كل الجبروت، فقد حمت بصمودها المنطقة من دمار شامل. لو سقطت سوريا وجبنت روسيا لحصل التالي:
- اسقاط الاردن من خلال انقلاب موال لإسرائيل باسم الفلسطينيين. ما يمنع ذلك الان وجود سوريا حيث تخاف اسرائيل ان حصل ذلك ان يحصل انقلاب ضدها اما بعد سقوط سوريا سيتم ذلك دون خوف من انقلاب موقف.
- تقسيم السعودية وحصر حكم ال سعود في نجد واقتطاع الحجاز لتكون مثل الفاتيكان، والساحل الشرقي ليتبع دولة شيعستان التي تتكون من امارات الخليج وغرب ايران العرب، وجنوب العراق. وهذه ستكون عربية شيعية معادية لإيران وللسنة في نفس الوقت.
- تقسيم ايران من خلال اقتطاع عرب ستان وضمها الى شيعستان، والشرق لأفغانستان، والشمال الغربي للأكراد وابقاء فارس في الوسط الفقير.
- تقسيم العراق إلى شمال كردي جنوب شيعستان، ووسط سني مفلس،
- تقسيم سوريا الى دولة العلويين تشمل كل شواطئ البحر المتوسط الشرقي واقتطاع جنوب تركيا الغربي وضمه لها لتكون بمساحة تساوي 150 الف كم2 وسكان 15 مليون علوين يعادون محيطهم قوميا او مذهبيا. والأكراد، وباقي المناطق الفقيرة للسنة.
- وتركيا الى جنوب غرب يتبع للعلويين والشرق للأكراد والوسط للأتراك السنة دون اقتصاد
- واذا بقي بتع عند المجاهدين يتم ارسالهم إلى روسيا والصين ليموتوا او يخربوا البلدين.
يعني تركيا ترى سوريا سبب بقائها. الله يلعن قلة الأصل.
ثالثا: من قام في الداخل بالوقوف ضد الاسد هم من توقعوا الاستفادة من الانقلاب. الإخوان تعليمات ولا يفكرون باكثر من ذلك. والعلويين تمرد جزء منهم بأمل اقامة الدولة العلوية لكن الاسد رفض التعامل مع ذلك، وحاشية الدولة العميقة من مساعدي والده. الا ترى انهم جميعا وقفوا ضده من الشرع وخدام وطلاس وغيرهم. اما تركيا فاعتقدت انها ستنجو إن تعاونت.
هل تريد اكثر من هذه الأسباب
جندي، عريف رقيب، رقيب اول، مساعد، مساعد اول، ملازم، ملازم اول نقيب رائد مقدم عقيد عميد لواء مهيب ركن بدهاش اشي احفظهم اما الشده ما بعرفها
بعد لواء فريق و بعد الفريق فريق اول و بعد الفريق اول مشير
المهيب ركن رتبة خاصة بالشهيد صدام حسين الله يرحمه غير موجودة ف العسكرية
و الركن ليست رتبة بل دورة اركان و تكون الشارة الحمراء بجانب الرتبة و لحاملها حق الأولوية في القيادة
التحليلات الجيوسياسية يحتم على السعودية ايقاف الحرب وانا مقتنع ان استمرارها ليس في مصلحة السعودية مثلما هو ليس في مصلحة اليمن ولا الامة العربية. النصر الذي سيصحح معادلات الصراع هي سوريا وأمل واتمنى ان يؤثر ذلك بشكل ايجابي نحو ايقاف بقية الحروب. فما دام مشروع اسقاط سوريا قد فشل وفي طريقه للزوال ان شاء الله رغم مئات الاف المرتزقة ووقوف 140 دولة ضدها فقد نجحت في الصمود وهذا يستحق ان نامل نجاح في اليمن. اما اذا كان التفكير ان نصر اليمن يعني زوال السعودية فسنكون على طريق الحرب العراقية الايرانية التي اهلكتنا بسبب ضيق افق الطرفين وتعنتهم مع معرفتهم ان من يريد الحرب اميركا وقد اعترف الرئيس العراقي بذلك مبكرا عام 1982.
مسائل في الدور السعودي في المرحلة القريبة القادمة
سبب تراجع الثقة بدول الخليج والعرب عموما هو انكسارات 67، والحرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج وسقوط العراق. هذه ليست انتكاسات بسيطة، ولا يتحمل القوميون سببها.
كانت السعودية خلال معظم الفترة تتبنى خط الإسلام المتشدد والوهابي، وتتحالف مع الإخوان أيضا وهكذا تراجعت الآمال والثقة بتلك الدول في الخمسينات والستينات والسبعينات، ولم تكن امارات الخليج ذات فعالية غيرالكويت.
حين قامت فتح في الخليج دعمتها السعودية والخليج بشكل عام. وقد تشكك القوميون في خلفيتها، لكن ناصر الذي يضع مصلحة الأمة دائما فوق المصالح الذاتية وحتى المصرية، تبني فتح والمقاومة ودعمها فشهدت العلاقات العربية الخليجية المصرية نوعا من التوافق بعد 67 وحتى 1970، حين حصلت أيلول جلب ذلك انقسامات جديدة ظلت تراوح المكان، بانتقال المنظمة من عمان إلى لبنان ونشوء صراعات كبيرة. صاحب ذلك تغير في مصر زاد التقارب مع الخليج منسجما مع الاخوان ايضا وبدا العصرالأميركي يجمع مصر مع الخليج مقابل القوميين الذين بداوا يخسرون أسرع، بسبب تحول اتجاه مصر بشكل منتظم.
استمرت الحالة وتقدم حال الإخوان وكانت السعودية تدعمهم حتى نهاية السبعينات، حين حصلت ثورة إيران، التي أعلنت دعمها لفلسطين، وذهب عرفات هناك وحصل على كل الدعم، وتفاءلت الأمة بالحليف الجديد.
لم يطل ذلك، حتى انفجرت الحرب بين إيران والعراق بمبادرة رسمية من العراق الذي كان يفترض أنه مع الصف القومي، فأربك ذلك الفعل كل المعادلات وصاحب ذلك حدثان استراتيجيان هما توقيع كامب ديفيد وانسحاب مصر من المعركة، وتورط السوفييت في افغانستان.
سبب انقلاب العراق صعب المتابعة. لكن في الأساس تصرفت الثورة الإيرانية تجاه صدام بعدم ثقة وكان قد اصطدم مع سوريا ايضا وفشلت الوحدة التي كانت مقترحة، ووجد صدام دعما خليجيا قويا فتورط بحرب ملعونة غذتها أميركا والغرب لمدة 8 سنوات بشكل مكشوف. تبعها حرب الخليج وسقوط العراق كنتائج لتلك الحرب. تورط العراق القومي والرئيس بعد انسحاب مصر، وتراجع دور الجزائر بعد وفاة بو مدين القى بظلاله على المنطقة ونشهد منذ 1979 حالة تراجع شاملة.
شهدت الثمانينات هذا العجز والانغلاق مصاحبا لتراجع السوفييت، ونمت قوة إسرائيل واستطاعت فعربدت على كل المنطقة، وتم احتلال بيروت، وقصف مفاعل العراق، وحصار القذافي. بدت المنطقة متسارعة نحو الهاوية وسقطت فعلا فيها عام 1991 بعد حرب بالخليج وسقوط السوفييت.
نمت متزامنة تيارات الإسلام السياسي بحكم ثورة إيران وصعود الإخوان معا. تخلي الخليج عن صدام ولم يتخل عن الإخوان، وكان هناك توجه مواز للاستثمار في الإسلام السياسي من قبل إيران. فنشأت حماس وحزب الله كمبادرات أفكار سورية بالأساس لصنع ثورات مضادة لإسرائيل، قومية الطبيعة، اسلامية العمق من الطائفتين. وهذا حقق نجاحا سريعا لأن من يحارب إسرائيل يكسب الناس، لكنه يتعرض للحصار الأبدي.
حاولت سوريا اختراق المعادلات بعد حرب الخليج وسقوط السوفييت، فدخلت في تفاهمات مع الخليج وفرت لها فسحة من الوقت لتجنب ضربة مثل العراق، وتحييد طغيان إسرائيلي. وقامت إيران بنفس التوجه بتحسين علاقاتها الخليجية وعاشت المنطقة مرحلة انتظار وسبات طويل في التسعينات، التي شهدت مشاغلة سياسية باسم عملية السلام، صدق الفلسطينيون أنها ستثمر. عاش صدام حصارا قاتلا لم يعرف كيف يخرج منه، ولم يكن هناك خيارات كثيرة له، وعاش الخليج بحبوحة التحكم بمعادلات الشرق العربي والإسلامي، بما في ذلك إيران وتركيا بشكل عام.
بعد 2001 تم كسر المعادلة عالميا وكان 11 سبتمبر بداية إعلان الحرب على كل من يقف ضد عولمة النظام الجديد، بعدما تم تصميم كل المعادلات اللازمة زمن كلينتون. كان الأمل بسقوط روسيا قويا خلال التسعينات، لكن تبين بعد 10 سنوات أن ذلك أمر لا يمكن الاعتماد عليه.
بدأت معركة كسر الإسلام والتخلي عن كل منظمات الإسلام السياسي، وطلب من الخليج تقليل التوجه للحد الأدنى لكن دون تصفية منظمات الاسلام السياسي. شدة الحملة الاعلامية على الإسلام خلقت ردات فعل رفعت من أسهم هذه المنظمات وفشل مشروع التركيع والقضاء على الإسلام بشكل مباشر.
جاء أوباما باسم الأصل الإسلامي، ومن خلفية إفريقية خيارا مثاليا لتجنيد منظمات الإسلام السياسي في مشروع عالمي يقضي على العرب والاسلام، ويساعد على تفكيك روسيا والصين. كانت كلمة السر ثورات الربيع العربي.
قبل الإخوان قيادة الدور، وكانت السعودية متحفظة بشكل كبير، لكنها لم تكن تملك القدرة على وقف المشروع. وقفت تركيا خائفة بين التهديد بمصير دول الربيع أو تسير في الركب، فسارت بقوة الجبان الطامع والجاهل ونتج ما نرى من دمار المنطقة.
لم تكن السعودية مع هذا المشروع، خاصة في البدايات في مصر وتونس وليبيا. لكن السلفيين كانوا من أدوات العمل، شاءت الدولة ام لم تشأ. وكان للإخوان صوت قوي بين إسلاميي السعودية. حين فشلت ثورة الإخوان في مصر في إسقاط سوريا، انقلبت كل المعادلات، فتم تحويل قيادة الربيع العربي الى السعودية التي كان الملك عبد الله يتحفظ عليها ولا يرغب بقيادتها، فقضى سنة يناور ويثير فزاعات ضد الإخوان، ويحسن العلاقة مع مصر، ولا يعرف ما يعمل مع سوريا.
حين توفي عام 2014 استلم الملك سلمان ولم يكن له تاريخ في الحكم، حيث طلب منه بناء تحالف مع الإخوان وتركيا لتركيز الهجوم على سوريا لإسقاطها متزامنا مع هجوم كاسح على اليمن من نفس التكتل. تورطت السعودية في هاتين المعركتين دون إرادة حقيقية ومسيرة أكثر من صاحبة استراتيجية.
لم يطل الأمر حتى سقط المشروع في سوريا بالتدخل الروسي، وسقوط جماعة العولمة في أميركا، وكلا الحدثين كانا رحمة لسوريا. منذ ذلك الوقت وقفت أميركا ترامب ضد الإخوان فتم كسر التحالف المؤقت مع السعودية، وفقد الإخوان وزنهم بدرجة كبيرة مع بقاء تيار العولمة الذي كان أوباما وكلينون من قياداته يدعم الإخوان. لكن السعودية انتهت من هذا الحل متورطة في اليمن، وتحاول الانسحاب من معارك سوريا.
الطبيعي أن تنهي السعودية حرب اليمن بسرعة، لكن صعود الحوثي الذي كان نتيجة طبيعية للحرب على اليمن، واضعاف على عبد الله صالح، كان مشروعا شيطانيا للعولمة. أول شيء إذن وقف السعودية الحرب وهذا من مصلحتها مثلما هو من مصلحة اليمن. الثاني فتح الباب كاملا لدور سوري عراقي رئيس في المنطقة، والثالث إيجاد صيغة تعايش مع إيران المستعدة بالتأكيد لذلك الآن. أعتقد أن السعودية ترغب حصول كل ذلك، لكن قدرتها على تغيير المسار الذي اسسته المعركة ليس سهلا وخاصة ان ترامب نفسه ظل محاصرا، لكنه الان يكتسب نوعا من العزم.
الحل الذي يفتح الباب لدور سعودي مصري سوري عراقي وعربي شامل يتطلب التالي: وقف حرب اليمن بأسرع وقت، ورفع الحصار عن سوريا، وإعلان حسن نوايا تجاه إيران، والامور تسير باتجاه ذلك أصلا.
ان تم ذلك سيكون للسعودية دورا تاريخيا في كل الإقليم. فهل يمكن لنا توقع إعلان ذلك على الأقل. هذه هو السؤال الكبير للسعودية، وترامب، وللحزب الجمهوري.