إصلاح حركة فتح
إصلاح حركة فتح
د. سلمان محمد سلمان – أستاذ الفيزياء النووية والطاقة العالية – قلقيلية – فلسطين
16-7-2007
في مقالته المنشورة بالحقائق اللندنية يحاول السيد يونس العموري تشخيص و علاج مشكلة ( وربما من الأفضل تسميتها قضية) إصلاح فتح. وفي التشخيص تطرق لكل المظاهر والأسباب, وفي العلاج اقترح عمليات جراحية وعلاجا كيماويا وبعض الأحيان اقترح المستحيل.
لا انتقد نية الأخ يونس الطيبة وصدق الحلول التي يقترحها فكل ما ذكر يمثل علاجا حقيقيا. ولكن من الذي سوف ينفذ هذا العلاج – هل نتوقع ذلك من رؤوس التنفذ أم من شلل مراكز القوى أم من أعضاء المصالح الخاصة أم انه ربما من الجماهير المناصرة الهائمة.
من الذي سيقوم بمبادرة تطبيق ما ورد من علاج؟. مشكلة فتح الأساس هي كيف ومن أين تبدأ العلاج. والسبب ان الخلل موجود في كافة المستويات من العنصر وحتى أعلى الأطر ومن ابسط تكتيك الى جوهر الاستراتيجية المركزية للحركة.
هل يمكن الحل حقا. لا اعرف ان كان ذلك ولكن ربما إذا تمت مواجهة مسائل مفصلية. فأول وأصعب المشاكل في فتح تعريف الموقف السياسي. ولو تجرأت قيادات المواقف السياسية المتقابلة على إعلان موقفها لصنع اصطفاف داخلي يتم حسمه بمؤتمر عام او استفتاء لربما تتم عملية الإصلاح.
ولكن ذلك صعب جدا لان الفرز غير مرغوب به من جانبي الموقف السياسي. فتيار المقاومة يريد البقاء في مظلة تيار الحل لتوفير الحماية الأمنية والمالية. وتيار الحل يريد التدثر بعباءة تيار المقاومة للحفاظ على درجة من النفوذ والمصداقية في الشارع.
وبسبب هذه الحاجة المتبادلة لا يبدو ان هناك فرز سريع باستثناء حالة يمكن بلورتها ضمن قيادات فتح إذا حصل ونجحت تجربة تيار المقاومة للفصائل الأخرى على مستوى الوطن توفر مجال مناورة أوسع وربما تعكس إرادة مواقف إقليمية توفر شروط التحول.
الفرز السياسي مشكلة مبدأية. وفوق هذا هناك جانب فني: حتى لو توفرت النية للحسم من خلال الجمهور عند ذلك ستظهر مشكلة تعريف من هو الفتحاوي وستتكرر مطبات الانتخابات التمهيدية الحركية والكل يعرف كيف انتهت.
إصلاح الموقف السياسي وفرزه مع ذلك يبقى العنوان الرئيس وكل التفاصيل الأخرى فرعية وسهلة ولأسباب بديهية:
1- فالفرز السياسي هو الأهم من منظور العنصر والإطار. من السهل على الأطر قبول موقف سياسي يمثلها ويعبر عن فلسفتها. وقبولها يسهل تطبيق اختيار الأفضل وينمي شعور الولاء. أما تناقض الموقف السياسي الداخلي فيؤدي الى العقوق بين أبناء الحركة والصراع الذي له محركات أخرى من المصالح الشخصية لكن الغطاء السياسي المتناقض يوفر للفاسدين الصغار التمادي بأدوارهم الفوضوية والمنفلشة.
2- والفرز السياسي فقط هو الذي يجعل من الانتماء للتنظيم معنى. فما معنى الولاء لحزب لا يتبنى قضاياك وقناعاتك المبدأية وما الذي يبقيك بتنظيم لا تتفق معه بالرؤية السياسية. ربما تقبل أقاربك واهلك رغم اختلافهم معك وربما عليك تقبل وطنك مهما اختلفت رؤيته لأنه مثل اهلك. لكن ليس هناك ولاء للحزب يتجاوز المبدأ والقناعة وأي حجج بالولاء القبلي للحزب إنما هي شعارات لتمرير مواقف تتناقض مع قناعة الأغلبية. ولو توفرت قناعة الأغلبية لما لزم الاستنجاد بالولاء الأعمى.
3- والفرز السياسي يحقق اتجاها منتجا للحركة. وبدون هذا الفرز تبقى محصلة الجهد صفرا او بعضا من الكمية المهملة مقارنة بالحركات الموجهة. ولان الهدف من الحزب أصلا توفير توجيه طاقة الجماعة لهدف محدد يصبح من الهزل تجميع الجماهير من اجل الحصول على محصلة صفرية.
4- والفرز السياسي أخيرا يحدد الأصدقاء والحلفاء ويميزهم عن الخصوم مما يجعل للحزب لونا. وبدون الفرز يظل الحزب كيانا فضفاضا يستطيع الجميع اختراقه والاستفادة من آلته الحزبية لتحقيق مصالح آنية او فساد سياسي كبير.
فهل من الممكن حصول الفرز السياسي لفتح. هذا هو سؤال المليون.
ملحق: خريطة المواقف داخل فتح:
يبدو الأمر للكثيرين من أبناء فتح والشارع الفلسطيني كأنه صراع بين فاسدي السلطة وللبعض الأخر يبدو صراعا جذريا بين التيار المقاوم وتيار الحل. وتتراوح مواقف الناس بين هذين الموقفين.
السؤال الأخر هو وماذا ستكون النتيجة لهذا الأمر بغض النظر عن أسبابه. الموقف الأول يتمنى زوال السلطة وأزلامها. والتيار الأخر يعتقد أن معركة الموقف تحسم مستقبل القضية وان من الممنوع فشل التجربة. وتتراوح مواقف الناس بين هذين الرأيين.
والسؤال الثالث ما هو مستقبل القضية مهما كانت التحليلات للإجابة على السؤالين السابقين؟ والرأي الأول يقول دعوها للأجيال القادمة وخلونا نخلص من السلطة الآن. والرأي الأخر يعتقد انه سوف ينتصر لان ذلك يمثل الموقف الطبيعي لحركة التاريخ وتتناوب الناس مختلف المواقف بين هذين الحدين.
طبعا هناك الكثير من الأسئلة: من اقرب التيارات للموقف الأول ومن التيار الذي سيحقق الغلبة؟ هل هو تيار المشروع القائم على اوسلو أم المعارض لذلك أم أن هناك قواسم مشتركة.
لا أريد طرح المزيد من الأسئلة وسأحاول تحديد الإجابات التي تمثل الوصف الموضوعي لواقع حال فتح وتصنيف تركيبتها الداخلية ومتابعة ظهور المواقف المتفاوتة حاليا.
1- التيارات المتنفذة داخل فتح:
تيار الحل:
يريد حلا يتجاوب مع القبول الإسرائيلي والدعم الدولي ويتقاطع موقفه مع خارطة الطريق ووثيقة جنيف ويتبنى إيقاف الانتفاضة المقاومة على الأقل. وهو يتراوح بين الضعف والفساد السياسي.
ويشمل تيار أوروبا, وتيار أميركا, وتيارات تتقاطع معهم من خارج فتح تشمل المال السياسي وبعض مشتقات الأحزاب الصغيرة.
ويقوده محوران: تيار أوروبا ومقبول بتحفظ من إسرائيل وتيار أميركا ومشكوك به من إسرائيل. وينضوي ضمن محركاته قوى أخرى ليس لها دعم دولي لكنها مقبولة أوروبيا كعناوين للحل.
تيار المقاومة:
ويريد حلا يحفظ حق العودة والدولة ويتراوح الموقف بين الحرب الدائمة حتى التحرير أو ممارسة الحل السياسي دون تنازل عن الثوابت التاريخية.
وضمن هذا التيار: كتائب الأقصى ونسبة كبيرة من فتح الشتات وجمهور شعبي كبير من أنصار الحركة وتناغم معقول مع التيارات الإسلامية.
ويحصل على دعم شعبي ومن الفصائل الإسلامية والمعارضة لاوسلو ودعم من تيار الوسط. ومعارضة عنيفة من إسرائيل وأميركا وقبول جزئي من أوروبا وتخوف أو محاربة من تيار الحل.
البراجماتي الوسطي:
ويتبنى موقفا متوسطا بين التيارين ويتقبل تنفذ التيار الوصولي كجزء من معادلة الحكم وتشغيل هذه المعادلة في مقاومة تيارات الحل المرتبطة أجنبيا. وهو ذو موقف تكتيكي مناور ويغير تحالفاته حسب الحاجة.
ولكن يمكن القول انه تيار محافظ سياسيا ولا يقبل الانجراف التام مع تيار الحل مع انه تنازل له كثيرا. وبسبب حاجته هذه يبقى التيار الوسطي أسيرا لمطامع التيار الوصولي. مع قدرته على الاستفادة من مواقف التيار المقاوم لضمان ضبط ووضع الحدود لتيارات الحل.
وبشكل عام يتعرض هذا التيار لرفض إسرائيلي وأميركي مع عدم التصفية بسبب الحاجة له حتى يتحقق انتصار تيار الحل. أوروبا تتقبله شريطة دعم السياسة الأوروبية. ويحصل على دعم من قواعد فتح رغم معارضة التكتيك وتفضله القوى الأخرى على تيارات الحل.
التيار الوصولي:
لا يهم هذا التيار أين تقع الحلول وكل ما يهمه هو تحقيق المكاسب الآنية المادية أو المنافع الموقعية. وهو تيار تافه ويمكن وصفه حسب الدارج بتيار الفساد المالي والإداري. لكنه منتشر فوق العادة في مستويات الحركة العليا وله هيمنة كافية في المستويات الجماهيرية بحيث يستطيع تجيير الكثير من المواقف حسب اللزوم و يمكن الادعاء انه الأكثر نفوذا في هذه المرحلة رغم انه عديم الموقف وهذا يفسر هلامية موقف الحركة.
يشمل هذا التيار معظم من تتناولهم تهم الفساد الإداري والمالي من السلطة بالإضافة إلى مواقع ضمن التيارات الأخرى: بعض تيار أوروبا وبعض تيار أميركا وجزء من بيروقراطية السلطة وتيار إسرائيل ( أو من يطلق عليهم الأخ نضال حمد جرابات السلطة. طبعا من الصعب توفر تيار لإسرائيل يتبنى موقفا بسبب قناعة مبداية او ثقافية ولا يمكن إلا ان يكون وصوليا بالدرجة الاولى. ومع ان نفس الأمر ينطبق لمعظم التيارات الأخرى إلا ان درجة التطابق ليست كاملة)
2- كيف تتفاعل مواقف التيارات المختلفة:
من وجهة نظر تيار الحل:
تيار أميركا: من الضروري حسم الأمر وسيطرة تيارهم على الحكم . أفضل أسلوب للهجوم هو استغلال الشلل العام واستعماله كمدخل للسيطرة.
تيار أوروبا: من الأفضل اكتساب القوة والنفوذ دون مواجهة مع تيار الوسط او المقاومة بسبب الحاجة لدعمهم وخاصة أن تيار أوروبا منغمس ومتداخل إلى درجة كبيرة مع التيار الوصولي.
من وجهة نظر تيار المقاومة:
الأقصى: من الضروري تصفية التيار الوصولي والانتصار على تيار الحل مع إمكانية المناورة معه. ومن الأفضل مهادنة ودعم تيار الوسط رغم علاقته بالتيار الوصولي.
تيارات لبنان والشتات: يشبه موقف الأقصى مع فارق رئيسي بعدم الموافقة على المناورة مع تيار الحل وعدم إدراك كاف لخطورة التيار الوصولي.
من وجهة نظر تيار الوسط:
يرى الأمر كما هو موضح أعلاه مع دقة اكبر في تحديد الأسماء وأدوارها وهو يناور على الجميع مع المحطات التالية:
من الأفضل الاستمرار بإضعاف تيار أميركا ولكن دون القطع خوفا من رد فعل اميركي حاسم سلبيا. تيار أوروبا والوصولي مناسب للمرحلة ومن السهل قيادته مع الانتباه لأجندة أوروبا.
من الضروري لجم التيار الوصولي مع الحفاظ عليه في نفس الوقت. التيار المقاوم ورقة قوية وضرورية لكن تطرفهم بالمطالبة بشطب الوصوليين يمثل خطرا على توازن القوى الداخلي.
من وجهة نظر التيار الوصولي:
من المصيبة انتصار تيار المقاومة ومن الضروري إضعافه. الوصوليون ضمن تيار أميركا: نعم لتصفية تيارا المقاومة. الوصوليون ضمن تيار أوروبا: من الأفضل تحييد تيار المقاومة دون المواجهة. المستقلين من الوصوليين: لكل حادث حديث والمناورة الدائمة مع تفضيل تصفية الأقصى وإضعاف تيار أميركا وتفضيل التعامل مع تيار أوروبا. وفي هذا ليس هناك فرق جوهري مع موقف تيار أوروبا ما عدا المواقف طويلة الأمد.
4- وما هو موقف القوى الدولية والإقليمية:
موقف أميركا:
دعم إنساني محدود للشعب الفلسطيني وسياسي لحل دائم يتراوح بين انسحاب قريب الى حدود 67 وتنازل فلسطيني عن حق العودة وبين تطبيق خطة أولمرت بصيغة وباسم جديد بشعار الدولة المؤقتة. مع مداراة وتبعية عملية للموقف الإسرائيلي.
وترى أميركا ان من الأفضل نجاح تيار الحل الاميركي ضمن فتح لكنه اضعف من ان يقود المرحلة. فلتبق فتح خلطة غير محسومة حتى ينمو تيار الحل بشكل اكبر.
موقف أوروبا:
دعم إنساني للشعب الفلسطيني وسياسي لحل دائم مع انسحاب الى حدود 67 وتسوية لمشكلة اللاجئين يقبل بها الطرفان مع مداراة وتبعية عملية للموقف الاميركي.
وأوروبا تريد لأتباعها ان يكونوا متنفذين في الساحة الفلسطينية ولها أتباع مختلفون. وهي تراهن على التيار الوصولي تحت هيمنتها وبذلك تمسك بالكثير من أوراق تيار الوسط.. تفضل أوروبا عدم الفرز ضمن فتح بسبب ضعف سطوة تيارا الحل وانهيار موقف فتح العام أمام حماس ولكن شريطة ضمان حماية تيار أوروبا وتحييد تيار أميركا مع ضبط شهداء الأقصى.
موقف إسرائيل:
إسرائيل تعرف المعادلة جيدا وهي الأقدر على التلاعب بتوازناتها: وهى ترى أن أفضل الأوضاع استمرار فوضي الموقف السياسي الداخلي لفتح.
فتيار أميركا إذا اكتسب قوة مسيطرة يمكن ان يصبح مزعجا نسبيا في هذه المرحلة. (مع الاعتبار ان تيار الحل يقع ضمن تفاصيل وحدود الاستراتيجيا والتكتيك للعلاقة الاميركية الإسرائيلية وتداخل القوى المختلفة ضمن السياسة الاميركية. ومع ان تيار الحل الاميركي ضمن فتح لا يملك أوراقا حقيقية لصنع فرق جوهري إلا انه يستطيع أحيانا خلق ارتباك داخل الموقف الاميركي الإسرائيلي الذي يتراوح بين عرض لحل دائم مع انسحاب قريب من حدود 67 وتنازل فلسطيني عن حق العودة وبين خطة أولمرت المؤقتة طويلة المدى).
أما تيار أوروبا فالفساد يسد معظم برامجه وبقاؤه ضمن فتح يخفف استمرار الضغط نحو حل خارج الرأي الإسرائيلي ومن المفيد استمرار دوره لتحقيق مكاسب إضافية من الأوروبيين.
أما تيار الوسط فلا يمثل خطرا جوهريا وتصفيته تفتح المجال لمخاطرات كبيرة أهمها خسارة تيار أوروبا وتيار أميركا ما تبقى لهم من نفوذ وستكون فوضى. اليمين الإسرائيلي يفضل ذلك لكن العمل وكاديما مع الصهيونية في أميركا تميل للتحفظ. مع هذا فالموقف متحرك وقابل للتغيير.
طبعا لا تفاهم مع التيار المقاوم إلا بالاستسلام والتصفية.
الدول العربية:
الموقف العربي يتراوح بين من يتناسب مع المواقف الأوروبية والأميركية ومن يحاول تقوية تيار المقاومة. وتميل الأردن ومصر الى قبول عام للخط الاميركي مع الأخذ بالاعتبار للموقف الأوروبي. وتميل سوريا الى توجيه التيار الإسلامي وتيار المقاومة ضمن فتح نحو موقف استراتيجي يحسم الموقف الفلسطيني لكن دون استفزاز مكشوف لأميركا.
موقف القوى الفلسطينية الأخرى
بشكل عام يدعم تيار المقاومة ولكن بمستويات مختلفة من الاستعداد للممارسة العملية وبعد دخول حماس على معادلة السلطة أصبح دور حماس اكثر تأثيرا في توجيه وترسيخ دور المقاومة على مستوى الموقف الفلسطيني العام لكن مقابل ذلك يتعرض موقف تيار المقاومة داخل فتح الى حصار اكبر بسبب استقطاب الخلاف بين فتح وحماس دون تمييز للمواقف في كثير من الأحيان وبسبب حصار التيار المقاوم من فتح بين مطرقة الاحتلال وسندان تيار الحل.
4- خيارات الموقف العام داخل فتح:
1- حسم خيار المقاومة: تبني التيار المقاوم وتصفية الفساد: وهو خيار مميز وإذا حصل فالنتيجة تؤدي لإلغاء اوسلو وتحالف استراتيجي بين فتح وحماس. والاحتمال الآن ضعيف نسبيا ولكن يزداد الاحتمال كلما ارتفعت فرص نجاح موقف المقاومة على مستوى الوطن.
2- خيار الإصلاح: جذري ضد الفساد وتسليم مواقع القوة لتيار المقاومة مع الاستمرار في تبني الحل السياسي. وهو صعب التنفيذ رغم انه سيحصل على دعم شعبي ولن يتعرض لهجوم غربي قوي وسيجد قبولا من حماس لكنه سيحارب بوحشية من التيار الوصولي. مع ملاحظة أن هناك نوع من التناقض فكيف يسيطر تيار المقاومة لضمان تصفية الوصوليين مع بقاء تيار الحل لضمان القبول الدولي. وكيف يتم ضمان عدم حصول الفساد مرة أخرى.
3- مزيد من القائم: الانضواء الرسمي أو المناورة على تياري الحل الاميركي والأوروبي مع بقاء الفساد: يستمر الوضع الراهن وتحصل انهيارات حقيقية وفوضى سياسية وأمنية و تزداد احتمالات الصدام مع حماس يمكن أن تؤدي لانهيار السلطة.
4- الإصلاح الاميركي: الانضمام لتيار أميركا للحل وتبني شعار تصفية الفساد: وهذا يعني عمليا تصفية تيار أوروبا وقبول الحل الاميركي وهذا سيؤدي الى درجة كبيرة من العزلة.
5- الحل المركب وتأجيل الحسم: بالمناورة على معظم الخيارات في نفس الوقت للإيحاء لكل تيار بفرصه على أمل تغير الموقف الفلسطيني. وهذا التكتيك غير مأمون وربما يؤدي الى تفكك فتح والى خسائر على مستوى الوطن بسبب دور التيار الوصولي.
من الواضح ان معظم لاعبي فتح المتنفذين وإجمالي الساحة الدولية لا يريدون إصلاح فتح ومن مصلحتهم بقاؤها هلامية غير محددة المعالم عديمة الموقف السياسي. وباستثناء موقف تيار المقاومة من خارج فتح فلا حليف لهؤلاء البؤساء (فتح المقاومة) إلا إيمانهم وصبرهم وهذا يفسر معضلة أبناء فتح الشرفاء الذي يعتقد البعض عدم وجودهم بسبب انخفاض صوتهم.