نقاش في وحدة العروبة والإسلام

March 15, 2025 Off By Salman Salman
نقاش في وحدة العروبة والاسلام
د. سلمان محمد سلمان استاذ الفيزياء النووية والطاقة العالية – قلقيلية -فلسطين
سؤال من الصديق الأخ عدنان ضميري
14-3-2025
هل هناك نموذج في تاريخ العرب والمسلمين يمكن الاقتداء به ولم يسمي الدولة واسم العائلة من الأموي وحتى العثماني ..
هل يوجد نموذج عربي في الحاضر عروبي اسلامي بمنطق حاكمية القران الكريم.
الجواب:
أولا: نعم دولة الرسول والعهد الراشدي في زمن أبي بكر الصديق وعمر. اغتصاب الحكم للأسرة والتوريث لا يلتزم بقواعد اختيار الحكم وكانت التخريجة من خلال المبايعة لولي العهد. هذا لا يخالف الدين حرفيا لكنه يقع بمنطقة معتمة.
ثانيا: أما وحدة العروبة والإسلام فتمت منذ الرسول وحتى منتصف العهد العباسي حين ظهرت الشعوبية وتحكمت الأجناس غير العربية. أسوا النظم كان التركي الذي فصل العروبة عن الإسلام عمليا ولكنه بقي متمسكا بذلك شكليا. أما فترة الراشدين والأمويين فيمكن التعلم منها كيفية اقامة نظام يجمع العروبة والإسلام
ثالثا: في الوقت الراهن معظم الدول العربية تتبنى النظام شكليا لكن قوانينها تلتزم بالعلمانية عمليا بسبب نفوذ الغرب وتجارب الألف سنة الماضة لم تشهد البلدان حكما عروبيا اسلاميا. لكن فساد التاريخ لا يعير الحل الصحيح
رابعا: يرتعب الكثيرون من طرح الإسلام في الحكم بسبب فساد الإسلام السياسي الذي يحقق هدفين تدمير المجتمع من خلال إرهاب وصنع صورة مظلمة عن الإسلام.
خامسا: لكن الحقيقة أن ذلك لا يمثل الإسلام. فوق ذلك فالفساد التراثي مليء بالمصائب وهذا يجعل البعض يهرب من التحدي.
ما نطرح يتطلب اصلاحا دينيا يضمن التزام قاعدة الحكم  بتعليمات القرآن ولا تسمح للتراث الفاسد بالمنافسة والإرباك.
سادسا: فوق هذا ليس هناك بديل حقا
النظام الديموقراطي معروف المصيبة. باسم الديموقراطية والعلمانية تسيطر عصابة شريرة على مفاصل القرار ولا يلزمها ان تكشف عن نفسها لأنها تستخدم الانتخابات طريقة لشرعنة الحكم.
في أميركا والغرب الان الحاكمية في الواقع للصهيونية واحيانا العولمة وهيمنة رأس المال. لذلك رفض وحدة العروبة والإسلام يبقينا عبيدا للغير. الصين عالجت امرها. مع انها ماركسية إلا انها ليست ماركسية حقا وهي اقرب للكنفوشية
سابعا: لتوضح المقصود من حاكمية العروبة والإسلام
1. هي نفس حاكمية القرآن وهذا يتطلب تنقيحا للفقه والمفاهيم المذهبية لتلتزم بالقرآن وما ينسجم من التراث معه، ورفض المناقض.
2. الحاكمية تعني سيادة القوانين بما ينسجم مع القرآن وحيث تحتوي تعليمات القرآن ما يلزم لحماية حقوق غير المسلمين فلن تكون هناك مشكلة لهم. المشكلة في الانحرافات التاريخية في فهم معاملة غير المسلمين أحيانا.
3. حاكمية العروبة بسيطة: كل مواطن مسلم يؤمن أنه عربي بحكم أن آدم أول الناس كان يتكلم العربية. الهدف ليس تمييزا عرقيا بل وحدة الأصل الإنساني.
4. اعتماد العربية كلغة رئيسة لدولة العروبة والإسلام لحفظ وحدة لسان المسلمين وحفظ فهم القرآن والقدرة على العبادات بشكل واعي.
5. لا يحق لمسلم رفض وحدة الأصل الانساني وعروبة آدم.
6. يمكن لغير المسلم رفض وحدة الأصل الإنساني وعدم تعلم العربية وتعليمات الدين. لكنه ملزم بالقوانين السائدة الملتزمة بتعليمات القرآن. فان وجد انحرافا عن القرآن يمكنه الاعتراض قضائيا. ذلك سينتج مجتمع خبراء من غير المسلمين.
ثامنا: حكم وحدة العروبة والإسلام له المميزات التالية
1. إذا لم تجمع الشرطين فانت لست مواطن درجة ثانية لكن عليك الالتزام بالقوانين وهذا السائد في كل أنظمة الحكم في العالم.
2. إذا كنت عربيا مسيحيا توفر لك العروبة غطاء قويا وتلتزم بالقوانين الخاصة بك دينيا.
3. إذا كنت مسلما لكنك ترفض العروبة هذه لا يصلح وتعتبر من خارج الامر المواطنة تتطلب الالتزام.
4. إذا كنت مسلما ولست عربيا لكن تقبل العروبة حسب التعريف أعلاه كمرجعية كما شرحت سابقا فلن يكلفك ذلك كثيرا وستحصل على كامل الحقوق.
5. إذا لم تكن مسلما أو عربيا يمكن العيش بسلام وتنطبق عليك القوانين السائدة دو ن انتقاص من الحقوق الاثنية او الدينية.
6. اذا كنت علمانيا فذلك يناقص الدين ويحتاج إلى علاج خاص لأن تعريف العلمانية رفض وجود خالق وعالم غيب. طبعا يمكنك العيش شرط الالتزام بالقوانين.
7. المميز ان الحكم العروبي الإسلامي يرفض سياسة الوجهين ويتعامل مع الأمور بمسمياتها.