خلق السموات والأرض في ستة أيام تفاصيل ذات علاقة بالنص
خلق السموات والأرض في ستة أيام تفاصيل ذات علاقة بالنص
وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَكَانَ عَرۡشُهُۥ عَلَى ٱلۡمَآءِ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۗ وَلَئِن قُلۡتَ إِنَّكُم مَّبۡعُوثُونَ مِنۢ بَعۡدِ ٱلۡمَوۡتِ لَيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٞ (7)
قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ مِن فَوۡقِهَا وَبَٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقۡوَٰتَهَا فِيٓ أَرۡبَعَةِ أَيَّامٖ سَوَآءٗ لِّلسَّآئِلِينَ (10)ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٞ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِيَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا قَالَتَآ أَتَيۡنَا طَآئِعِينَ (11) فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفۡظٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ (12) فصلت.
أولا: السؤال الأول
الآيات أعلاه تذكر خلق السموات والأرض في ستة أيام وشرح ذلك بما لو جمعته دون تداخل تصل الى 8 أيام. وقد أثار بعض ذوي النوايا بتناقض الآيات. الأمر تحصيل حاصل بسبب إمكانية تداخل المراحل. ولا يرى التناقض إلا سيء سريرة.
أما لماذا الأرض أربعة أيام بينما السموات يومين فذلك سؤال محير نسبيا. هل خلق السموات أسهل مثلا. لماذا الأرض الصغيرة التي تمثل نقطة تقريبا من السماء الدنيا التي تحتوي مليارات النجوم تستغرق اكثر من السموات. ربما هذا ما نحتاج التفكر فيه.
الأرجح أن مفهوم الأيام هي مراحل تلي الواحدة الأخرى لا تتم مرة واحدة لأنها تقوم على بعضها. عليه فالأرض في خلقها كجرم سماوي تحتاج مرحلتين وأن تصبح صالحة للحياة وحياة الإنسان تحتاج مرحلتين أخريين وهذا ما يلزمه 4 مراحل.
السماء الدنيا- عالم الشهادة- تحتوي مجرات وكواكب لم تنتقل من مرحلة الخلق الأولى والثانية ما عدا خلق الملائكة وهي أحياء لكنها من نوع آخر ربما لا يحتاج لأربع مراحل متتالية من الخلق. السموات الاخرة من عالم الغيب لكنها خلقت بنفس عدد أيام السماء الدنيا.
خلق الملائكة كما يبدو لا يحتاج أكثر من مرحلتين فقط ولا يقوم على مسار خلق الأرض. هذه طبعا محاولة تفسير ليس أكثر وليس مقولة حقيقة بالضرورة.
ثانيا اسئلة ذات علاقة:
السؤال الثاني كيف يمكن تصور أن عرش الله على الماء وما هو العرش. هل هو للجلوس عليه أم يحمل مركز التحكم وإدارة الكون. لماذا على الماء. هل يعني ذلك اعتماد الحياة البيولوجية على الماء.
السؤال الثالث: ما المقصود بالآية ﴿ ۞ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [ النور: 35]. هل ذلك معنى مادي ام مجازي.
يبدو مجازيا ولا يتعلق بالذات. إنها صفة مثل الرحيم والعزيز.
السؤال الرابع: لم يرد في القرآن مم خلقت الملائكة وأي ذكر لطبيعة تكوينهم. مع أن هناك احاديث إلا أنها لا تعطي الفهم المطلوب ويظل السؤال لماذا لم يذكر الله ذلك.
السؤال الخامس: بالمقابل ذكر القرآن أن إبليس من الجن، وأنه من نار. عدم ذكر مم خلقت الملائكة يثير أمرا ربما من غير الممكن فهم تفصيل ذلك رغم القدرة على إدراكه. هذه صفة طبيعية أساسية في العقل الإنساني. ربما الملائكة يتكونون من أكثر من طبيعة بل ربما هم يمثلون القوانين التي تسير الكون دون تغيير والتي يصفها الله بسنة الله التي لن تجد لها تبديلا.
السؤال السادس: ذكر الله أن إبليس من الملائكة لأن أمر السجود له كان موجها للملائكة. رفض إبليس يعني أنه كان محتسبا ملكا مع أنه من نار. يعني التداخل في طبيعة الخلق موجود وعليه لا يهم كثيرا عدم معرفة طبيعة تكوين الملائكة. ربما السبب صعوبة شرحها بما يدخل إدراك الإنسان. ذلك مثل حال الروح التي لم يجب الله ماذا تعني. ربما من طبيعة الملائكة وربما نرمز لها بالوعي والوعي في الطبيعة له علاقة بالقوانين التي تحكم الكون.
السؤال السابع: ما دام إبليس من نار، لكن النار تتداخل طبيعتها مع النور وتختلف في تردد الموجات، وتكونها ناتج عن احتراق مادة. هكذا نفهم النار. الدارج أن مجال ترددها طيف تحت الأحمر والمرئي لكن يمكن أن تنتج من فوق المرئي. بالمقابل، الدارج عن النور أنه الطيف المرئي. هناك ترددات غير مرئية فوق البنفسجية وإكس وغاما. السؤال هل يلزم حقا الدخول في تفاصيل طبيعة تكون كائنات غيبية.
ثالثا: بعض المفاهيم:
تبدو الإجابة المفيدة صعبة على هذه المسائل مع ان سؤالها لا يضر. ربما لم يشرحها الله ليس لأنه لا يريد توضيحها بل لأنها عصية في كثير من تفاصيلها عن إدراكها. هذا يمكننا توقعه فقوانين الطبيعة والفيزياء الحديثة تطرح وجود الوعي في القوانين وسلوك الاشياء وهي ظواهر عامة تخترق عالم الغيب والشهادة.
عالم الغيب: ما لا يمكن قياسه مبدأيا ويمكن للبعض إدراكه ويعيب من خلال غياب الزمان او المكان والعموم عدم امكانية القياس.
عالم الشهادة ما يمكن قياسه مبدأيا وليس بالضرورة أن يتوفر ذلك للكل فأدوات القياس تجعل غير الممكن قياسه ممكنا وهذا يندرج ضمن الشهادة.
أرفق بحثا نشرته منذ فترة ويناقش فهم الكون والحقيقة وعالمي الغيب والشهادة من منظور طبيعي.