بين النبي الأمي والأميين بمعنى أبناء أم الأمم وبين عدم القراء والكتابة

January 14, 2025 Off By Salman Salman

 

هناك فهم مغلوط يخلط بين معنى كلمة الأميين الحقيقي وبعد ذلك الكبير عن مفهوم عدم القراء والكتابة. حين نعود إلى مفهوم ام القرى وانها اول بيت للناس نصل ان مصطلح الأميين يعني أبناء مكة اول الناس وكإنو عربا بحكم تكلم ادم العربية الت يتعلمها الله لآدم نصل ان الأميين تحتمل معنى أبناء أم الأمم.

الآيات التي تثبت أن أول النزول والإقامة مكة وأن لسان ادم تعلمه من الله والعربية هي ذلك اللسان:

  1. إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ {96} ~ سورة آل عمران (3)
  2. ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ {29} ~ سورة الحج (22)
  3. لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ {33} ~ سورة الحج (22)
  4. وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ {7} ~ سورة الشورى (42)
  5. وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ {35} ~ سورة ابراهيم (14)
  6. لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ {1}) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ {2} ~ سورة البلد (90)
  7. وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ {3} ~ سورة التين (95)
  8. وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {78} ~ سورة الحج (22)

العربية هي ما علم الله ادم

  1. إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {2} ~ سورة يوسف (12)
  2. وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ {37} ~ سورة الرعد (13)
  3. وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا {113} ~ سورة طه (20)
  4. قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {28} ~ سورة الزمر (39)
  5. كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {3} ~ سورة فصلت (41)
  6. إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {3} ~ سورة الزخرف (43)
  7. وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ {12} ~ سورة الأحقاف (46)

هل حقا كل شعوب الأرض من نسل العرب.

الجواب اذا كانوا من نسل ادم فلا مشكلة ان يكونوا من نسل العرب. ربما يتساءل البعض هل يعقل أن أصل الصينين عربي

نقول نعم فحين تكون شعب الصين الأولي من أبناء آدم حصل ذلك بعد زمن طويل من نزول آدم وكانت لغة من وصلوا إلى هناك تعرضت لقرون من التعديل أدت إلى ما هي عليه مع الاعتبار إن التنوع الجيني يحدد مخارج الأصوات ويحصر الصوتيات فتتغير طرق اللفظ مزيدا. هذا موضوع عميق وشرحه يتطلب مقالة مفصلة. مرفقة عن نشوء الأجناس.

ثانيا معنى الأميين أبناء أم الأمم

الآيات التي وردت في وصف الأميين والرسول النبي الأمي وردت في 6 آيات ولا يمكن منها فهم الأميين بعدم القراءة بل تنسجم تماما مع مقولة أم الأمم مكة حيث هي ام القرى. أما الآية 78 البقرة فهي لا تعني عدم القراءة بل الأميين الذين تهودوا ولم يطلعوا على التوراة ويحاجون بنصوص لم يروها

مفهوم أميين ومشتقاتها

وردت 6 مرات بالمفر 2 وبالجمع 4 وتصف بشكل محدد أبناء العرب وهم اصل الأمم او أم الأمم من أم القرى. أما كيف اصبح تعني عد القراء والكتابة فلا بد ان هناك خلل به نسبة مقصودة.

  1. الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {157} ~ سورة الأعراف (7) ((من أبناء أم القرى ومن أم الأمم))
  2. قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {158} ~ سورة الأعراف (7) ((من أبناء أم القرى ومن أم الأمم))
  3. وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {75} ~ سورة آل عمران (3) ((أبناء إم الأمم بالجمع))
  4. هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ {2} ~ سورة الجمعة (62) ((جمع الأمي من أبناء أم الأمم)).
  5. وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ {78} ~ سورة البقرة (2) ((من أهل مكة والمدينة يتبنون اليهودية وعليه فهم أميون بمعنى إبناء أم الأمم لكنهم لا يعلمون ما في التوراة من معلومات لأنها سرية لا يتم تداولها دون قيود))
  6. فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ {20} ~ سورة آل عمران (3) جمع الأمي من أبناء أم الأمم

عودة للآية الوحيدة التي تعتمد كدليل يتيم على عدم معرفة الرسول بالقراءة والكتابة (آية 48 العنكبوت) وأن ذلك لحكمة إثبات إعجاز القرآن وما نتج عن ذلك من تغير في مفهوم مصطلح الأمي والأميين وانعكاس ذلك على تاريخ العرب ومستقبلهم.

وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ {48} بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ {49} وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ {50} أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {51} ~ سورة العنكبوت (29)

نص آية 48 يحتمل تفسيرين

  1. الأول: أنه لم يكن يتلو من سابق الكتب ولم يكتب بيمينه- واذا لارتاب المبطلون- يعني عدم القراءة والكتابة يخلق الريبة. لكن هذا لا يثمر إسنادا لإعجاز بل يضعفه. يعني عدم قراءة وكتابة الرسول لا تخدم غرض الإعجاز.
  2. الثاني: انه كان يتلوا من سابق الكتب ويتلو من الوحي الآن لكنه لم يكن يكتب ما يتلى عليه، مما أثار تشكيك المبطلين بتطابق ما يكتب مع ما يتلى عليه.

ما المعنى الأقرب للسياق في الآية 49

  1. بل هو آيات في صدور الذين أوتوا العلم- يعني التشكيك مردود لأن نصوص القرآن التي نزلت محفوظة في قلوبهم فوق كتابتها من قبل غيره.
  2. من الصعب تناسق التفسير الأول للآية 48 مع معنى الآية 49 لكنه ينسجم مع التفسير الثاني. المشكلة ليست القراءة والكتابة أو عدمهما. ففي الحالين كان يتلو الآيات الموحاة ولا يكتبها مما أثار تشكيك المبطلين.
  3. الآية لا تفضل أن يكون أميا أو عكس ذلك فليس هناك علاقة. لا نفسر الآية لإثبات القراءة أو عدمها. لكن من يريد استخدامها كذلك لا يستطيعه.

بالتفسير الأول نصل أن عدم القراءة والكتابة يفتح الشك برسالة محمد ولا يخدمها أو يخدم إعجاز القران.

التفسير الثاني يحقق الغرض بغض النظر إن كان يقرأ ويكتب أو العكس. صلب الأمر أن هناك من شكك في تطابق المكتوب مع ما كان الرسول يتلو. الرد على إشاعات تزوير القرآن من قبل أحد الكتبة جاء في آية 49 أنها في صدور الذين أوتوا العلم ولم ينجح ولن ينجح تغييرها.

نتيجة

  1. لا يمكن الاستدلال من الآيتين أن الرسول لا يقرأ أو يكتب بل هناك تشكيك من قبل المبطلين في الحالتين لنفس السبب وهو كتابة النص من قبل كتبة وليس من قبل الرسول.
  2. لا يجوز استخدام الآية للتدليل أن كلمة أمي تعني من لا يقرأ أو يكتب ويجب أن يعاد معناها حسب قبل انتشار مثل هذه المعنى. للعلم لم يكن استخدام المصطلح منتشرا في مكة قبل الإسلام، ومن كان يردده فقط اليهود بالمعنى السلبي باعتبار أنهم ليس لديهم كتاب منزل وهو مردود لآن صحف إبراهيم منزلة وهو في مكة حين تم أحياء فرض الحج.
  3. استخدام القرآن للمصطلح يعكس توجها لإعادة احترام النص أن العرب هم الأصل وليس الأصل جاهلا كما يحاول البعض القول. فادم هو الأصل ولدية علم كل الأسماء ولا يعقل أن نعتبره مرجعية الجهل. تم وصف الرسول بالأمي بنفس المعنى انه من الأصل بالمعنى الإيجابي وليس الجاهل.
  4. آيات القرآن المتشابهة صعبة التأويل وتحتاج علما راسخا لا علاقة له بكون الرسول قارئا أو غير ذلك. في الأعم أن يكون قارئا أفضل من العكس. إسناديات هذا الترجيح وردت في آيات أخرى تطرقنا لها سابقا.
  5. لا بد من منع مفهوم أن دور العرب في الرسالة أنهم الجهلة وغيرهم القارئون والعالمون. هكذا بدت توصيفات العرب منذ استلم الشعوبيون القرار في دولة الإسلام.
  6. لا يعقل أنه لم يكن أحد يعرف القراءة فوصف الأميين لم يشمل محمدا فقط بل كان اليهود يضمرون ضد الأميين العداء. بل أكثر ذكر القرآن أن بعص من تهودوا من عرب المدينة وصفهم الله بالأميين لأنهم ليسوا من بني إسرائيل وذكر أنهم لم يطلعوا على التوراة ليمكنهم المناقشة بمنطق ومن يملكون التوراة يخفون كل ما يثبت ما يقول القران.

ثالثا: ادعاء أن الرسول تعلم من أعجمي

(وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّهُمۡ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُۥ بَشَرٞۗ لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلۡحِدُونَ إِلَيۡهِ أَعۡجَمِيّٞ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيّٞ مُّبِينٌ (103( النحل.

النص أعمق مما يخطر للوهلة الأولى فهو يقول أنهم يدعون أن الرسول يتعلم من شخص معين (اسمه (بلعام) كما ورد في الطبري). لكن ذلك الشخص أعجمي أعجز من أن يكتب القرآن بالعربية.

إذا تساءل أحدهم ربما علمه شخص يعرف العربية جيدا أو تمت الترجمة لنص الأعجمي، فالجواب نفسه أيضا أنه لسان عربي مبين. المعنى الأوسع للآية أن عربية القرآن أصيلة لا تقبل التصنيع نصا من ضليع بالعربية وهذا يشمل استحالة وضع ترجمة مناسبة للنص من غيرها.

(قُل لَّئِنِ اجتمعت ٱلۡإنسٰن والجن عَلَىٰٓ أَن يأتوا بمثل هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يأتون بمثله وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا (88) الاسراء.

السبب أنه من الله وله توازنات محددة تمثل أصل العربية الإلهي. لهذا وجب اعتبار القرآن مرجعية لسان الإنسانية الذي تعلمه آدم من الله وهو العربية. ولهذا نقول إن العربية هي لغة الأرض الأولى وهي أم اللغات.

أما الكتابة فليس هناك حرف إلهي ملزم ولهذا ليس هناك حروف عربية محددة بل ظهر كثير منها على مدى الزمن من حروف الكنعانية والآرامية والسبأية والمصرية والسومرية والأوغارتية.

الحرف العربي الحالي ربما كان الأصل لكن لا أهمية لذلك فربما أيضا هو ما كان منتشرا بالجزيرة ضمن فترة زمنية سابقة محدودة مع الاعتبار إن كثيرا من اللغات القديمة أعلاه لها شابه كبير في الحرف مما يستدعي فرضية حرف أصلي واحد لكن ذلك غير مهم حقا..

فالأصل الصوت واللفظ أما الكتابة فلا تعني أكثر من حفظ الصوت الصحيح ولهذا من الأفضل كتابة الكلمات بما يجعل لفظها فريدا ولا تحمل ألفاظا أخرى اذا لم يتم التشكيل او التشكيل حسب الأصول..

فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ (98) إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ (100)

وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّهُمۡ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُۥ بَشَرٞۗ لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلۡحِدُونَ إِلَيۡهِ أَعۡجَمِيّٞ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيّٞ مُّبِينٌ (103) إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ لَا يَهۡدِيهِمُ ٱللَّهُ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) إِنَّمَا يَفۡتَرِي ٱلۡكَذِبَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ (105 النحل

رابعا: تبديل مواقع الآيات

وَإِذَا بَدَّلۡنَآ ءَايَةٗ مَّكَانَ ءَايَةٖ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوٓاْ إنما أَنتَ مُفۡتَرِۭۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ (101) قُلۡ نَزَّلَهُۥ رُوحُ ٱلۡقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ (102) النحل.

حديث الآيتين عن ترتيب آيات القران ضمن مواقع معينة وتبديل بعض ذلك لاحقا مما استدعى اتهام المشككين بالرسول اأنه يختلق الآيات. الحجة انه لو كان من الله فلماذا يعدله وهو الأعلم منذ البداية؟

لا يستثني القرآن إمكانية حصول ارتباك في فهم الآيات بسبب موقعها (سياقها) او حتى سهو في وضعها بموقعها إنسانيا. وقد ورد ذلك عن تشابه الآيات نصا او سياقا في آيات أخرى (1) . لكن الله يضمن تصحيح فهم ذلك أو تأويله قبل التثبيت.

القصد هنا ربما تنزل آية بموقع معين يمكن أن يفهم منه سياق معين لا ينسجم فهمه او تأويله إنسانيا مع ما يريد الله فيطرح تدقيقا من خلال تعديل الموقع يجعل الفهم الذي يريده الله اكثر وضوحا ويلغي إمكانية تشابه لا تخدم الهدف الصحيح.

مرجع النص وموقعه هو الله وليس الرسول أو الملائكة فقط. ومن اجرى التعديل الروح القدس بأمر الله.

هذا الطرح ينسجم مع طرح آيات النسخ والإنساء التي يقصد منها تأكيد بتخصيص أو تعميم أشمل دو إلغاء أي من الآيات التي يتم نسخها او أنساؤها في تلك الحالات تم انزال نص جديد او أية أخرى عممت الفهم او خصصته (2).

حالة تبديل مواقع الآية هنا لتمنع التأويل أو الفهم الخطأ وتثبت التأويل أو الفهم الصحيح.

ذلك يعكس دقة وعمق اللغة القائمة مما يجعل أي تغيير في النص او الموقع والسياق يحمل معه إمكانية تغيير الفهم

أمر قريب لذلك يتعلق بكتابة الآيات عند نزولها على السول حيث يتلوها والكتبة يدونونها وإثارة التشكيك بدقة النقل فيرد انه محفوظة وحتى لو حصل سهو تدوين يتم تدقيقه قبل تثبيته (3).

(1)هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ 7 ال عمران

(2) مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا – البقرة 106

(3) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ {48} بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ {49} ~ سورة العنكبوت (29)

نفهم أن هدف تبديل أماكن الآيات الوصول إلى منتهى الدقة أو تصحيح سهو من قبل الإنسان في ذلك. الجواب على كلا الاحتمالين ان من اجرى التعديل الروح القدس بأمر من الله وتدقيق كذلك.

هناك أية أخرى عن الكتابة واحتمالية الخطأ أن الله يضمن عدم حصول ذلك

خامسا: مشاكل اختلاط التراث بما يسمح بتحويل المفاهيم

هناك كثير من المشوه في التراث بما يثير الإعجاب كيف أمكن للمسلمين الحفاظ على سلامة دينهم رغم كل ذلك.

  1. يتم الاعتماد على مرجعيات توراتية كاذبة تنتشر كالسموم في المجتمع.
  2. تعميم تراث يعتبر خير أمة أخرجت للناس وأم الأمم بمعنى جاهلة الكتابة والقراءة.
  3. تحويل معنى الأميين والرسول الأمي بجاهل القراءة والكتابة. كيف يفتخر شيوخ أن ذلك معجزة الإسلام.
  4. تبني مقولة أن أهل الكهف ناموا زمن دوقيانوس عام 250 م مع معرفتهم أنهم بقوا 309 سنين يعني هل يعقل انهم صحوا في زمن ميلاد الرسول وما حصل كان قبل ذلك.
  5. لا يمكن لهذا التراث إنكار أن العرب أصل الأمم والعربية أصل اللغات وأن مكة أول بيت للناس رغم نصها الصريح.
  6. القول أن إسماعيل فارسي رغم عدم تكون الفرس في ذلك الزمن وانه تعلم العربية وأصبح معلمها وهو أصل العرب.
  7. القول أن أصل الإنسانية الحالية كلهم أبناء نوح الثلاثة مع أن النص في القران صريح أن الطوفان لم يشمل كل الأرض بل أغرق قوم نوح وأن هناك ذريات لمن تم حملهم مع نوح.
  8. كيف تم اعتماد أن إسرائيل هو يعقوب ولم يذكر القران يعقوب بصفة إسرائيل. بنو إسرائيل قوم مختلفون عن بني إبراهيم. كيف اصبح إبراهيم أبو بني إسرائيل.
  9. كيف أصبحت أم إسماعيل جارية لأم اليهود الذين ينسبون انفسهم تعسفا لإبراهيم ولماذا يتناقل التراث ذلك كحقائق.
  10. كيف يجوز لآيات في القران إلغاء آيات أخرى رغم أن النص يقول العكس. وكيف أمكن لأحاديث نفي آيات قرانية وتسيدها عليها.
  11. كيف يمكن قبول أحاديث تسيء للرسول ويتم الاستمرار في تداولها دون التنبيه إلى خللها. كيف يمكن قبول أن الرسول تزوج صفية قبل الإبراء وانه سبى النساء.
  12. كيف يمكن قبول تملك السراري وممارسة الجنس معهن دون زواج مع أن نص القرآن صريح في منع ذلك.

با يحوز أن يستمر كل ذلك دون تصحيح. تشعر أنك تعيش في بيئة توراتية أكثر من إسلامية نواجه من الجهة الأخرى وليس من جهة من يريدون الانتقاص من الإسلام بل تنقيحه من شوائب جعلت القران مهجورا. لماذا يسكت الشيوخ عنه بل كثيرون يؤكدونه.

لا يعقل انه لم يكن احد يعرف القراءة بل اكثر ذكر القران ان بعص من تهودوا من عرب المدينة وصفهم الله بالأميين لأنهم ليسوا من بني إسرائيل وذكر انهم لم يطلعوا على التوراة ليمكنهم المناقشة بمنطق. ومن يملكون التوراة يخفون كل ما يثبت ما يقول القران.

نشرت بحثا يجيب على خلل كل ما أثير عن النسخ واثبت انه ليس هناك نسخ إطلاقا مقالة مسائل في انسجام القران

ونشرت آخر اثبت فيه أن وصف الأمي لم يكن مقتصرا على الرسول بل ذكرت بوصف أهل قريش والمدينة بالعموم وكان اليهود يستخدمونا بمعناها الصيح وتم تحوير ذلك لاحقا.

لا يمكن تحميل القران ما لم يحتو واحاديث نهاية الزمان وعلامات الساعة كلها لا أساس لها لان الساعة تأتي بغتة. أما تأويلك لقصة الحمار بالقطار فغير معقولة.

لا يملك التأويل إلا الله وبعض الراسخين للراسخين في العلم ولا يحق لهم القول انهم راسخون. حسب بالقران اغلب التأويل للفساد والفتنة. كثير من التراث عن آخر الزمان منقول عن إسرائيليات وتم تحويره بما يناسب المسلمين. حتى لو تطلب تحوير فهم القران وتحميله ما لا يحمل.

بل كثير من التراث عموما منقول دون تمحيص عن بني إسرائيل ويمكنن عد مئات القصص التي تفسيرها فاسد واحيانا يناقص القران ومع ذلك ظلت ثابتة بشكل مشبوه. فوق هذا اذا كان هناك أفعال عظيمة فلماذا لم يؤشر لها القران وتركها لنقلها عن بني إسرائيل.

سادسا الحاجة إلى معايرة اللغة العربية بمرجعية القران وليس العكس

الواقع ان اللغة العربية الرسمية تحتاج إلى تنقيح مثل التراث. فقد دخلت عليها مصطلحات وكلمات قصد منها تغيير معاني القران وهذا يتطلب حفظ اللغة من حفظ القران. امثله على تحريف المعاني يما يؤدي الى تخريب الفهم:

  1. الأمي بمعنى من لا يعرف القراء والكتابة وهي في الواقع من ام القرى فمن منها يسمى أميون وهي العرب عمليا.
  2. يطيقونه بمعنى لا يطيقونه، في آية رخص الصيام فانقلب معنى الآيات والصحيح القدرة وليس عدمها.
  3. النسخ بمعنى الإلغاء وهي في الصحيح التأكيد او التحديد،
  4. الإنساء بمعنى الإلغاء وهي في الصحيح التعميم. فالإنساء لا يمحي الأشياء.
  5. اعتبار معظم أسماء الأنبياء أعجمية ومنعها من الصرف كسبب.
  6. هناك مخالفات إعراب لما في القران.
  7. كثرة القواعد الشاذة تعني أن القواعد فيها خلل كبير.
  8. لو كانت قواعد الأصل وهي لغة من الله فلا يمكن لن يكون نصفها شاذ. نعم تتطور اللغة ولكن لأن العربية هي ما علم الله ادم وهي أم اللغات وحفظها بحفظ القران

لغة القرآن العربية وبذلك يمكن دائما تصحيح انحرافاتها بعكس اللغات الأخرى التي من المستحيل حفظها فهي أصلا تحويرات للعربية.