قراءة في الرق وأول 25 آية من سورة النساء
د. سلمان محمد سلمان أستاذ الفيزياء النووية والطاقة العالية – قلقيلية- فلسطين
الهدف من هذه القراءة مراجعة بعض المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالرق. وقد أثار القراءة حوارية جيدة لم تكن مكتملة من برنامج الم على قناة الميادين بإدارة الدكتور زكريا حبيبي. وشارك بالحوارية علماء من مصر والشام. وما أثار الأمر أيضا رسالة ماجستير حديثة نسبيا توثق بطريقة غير دقيقة انتشار الاسترقاق ضمن حملات وغزوات الرسول. وعليه يتطلب الأمر تعمقا. فهل يستقيم أن يسمح الإسلام بالاسترقاق ويتبنى تحرير الرق بنفس الوقت. سأتدرج في قراءة الآيات ذات العلاقة من سورة النساء للإجابة على السؤال أعلاه.
تتعلق الآية الأولى بوحدة الجنس البشري ومساواة الناس من حيث أنهم من أصل واحد. أما الآيات 2 و 3 فتتعلق باليتامى وتربط ذلك بالزواج المتعدد. وفي العادة لا يتم التطرق لهذا في كتب التفسير ويتم فصل تعسفي بين شرطية الآية ومفهومها.
تبدأ الآية 3 باستدراك إن كان هناك خوف من عدم القسط. فإن خفتم عدم حفظ حقوق اليتامى بحكم ولايتكم لهم دون انتماء أبوي أو شبيه ذلك يشجع القران زواج أمهات هؤلاء اليتامى ويفتح إمكانية زواج من واحدة إلى أربعة لترسيخ الالتزام بحقوقهم بحكم أنه يصبح أبا بالزواج لليتامى أبناء الزوجة مما يزيد من فرص العناية بهم وحفظ حقوقهم. لكن إذا تبين أو تم الشك أن يؤدي ذلك إلى التمييز بين النساء وبالتالي إلى عدم العدل بحقوق اليتامى فمن الأفضل حصر الزواج بواحدة. ويضيف بل ربما الأفضل زواج من ملكت اليمين فذلك أقل كلفة ويضمن بقاء العدل.
وعليه لا يبدو أن آية الزواج هنا تتعلق بإشباع الرغبات وإنما أساسا على الأقل لغرض توفير القسط. ومع أن الارتباط الشرطي غير محكم مما يبقي الإذن خارجه لكنه يوضح ارتباط التعدد بغرض إنساني يشترط العدل وهو محبذ في حالات كون الحرائر أمهات يتامى. والباب الآخر تشجيع التعدد مرتبطا بزواج الجواري حيث لا حد للعدد أصلا.
تستمر الآيات من 2-10 بالتركيز على حقوق الأيتام وأهمية حفظها مما يتطلب ربط الآية 3 ضمن هذا المفهوم. وتتعلق الآيات 11-14 بتعليمات توزيع الميراث وحقوق النساء بشكل عام بحيث نرى تركيزا على حقوق المستضعفين بشكل عام.
الآيات 15-18 تتعلق بانحرافات سلوك اجتماعية: فمن يأتين الفاحشة من المتزوجات عقوبتهن الحبس حتى الموت. وكما يبدو فالمقصود هنا من يمارسن البغاء أو ربما الشذوذ إذا ربطنا هذه الآية باللاحقة لها والتي تتحدث عن اللذان يأتيانها ويطلب إيذاءهما حتى التوبة وهي تقصد الأغرار منهم حسب الآية 17 أما من يقوم بالفحشاء عن سابق إصرار فتوبته مشكوك بها ولن تقبل أن تمت قريبا من الموت. وتعود الآيات 19-21 للتركيز على حقوق الزوجات.
تتعلق الآيات22-25 بالمحرمات من النساء وآليات الزواج والتحصين. والمحصنات من النساء في 24 تحمل معنى محددا وهو المتزوجات المحصنات. والمحصنة بشكل عام هي من توفر من يحميها أو يقوم عليها. فالمتزوجة محصنة والفتاة التي تعيش بكنف والديها محصنة. أما غير المحصنات فتشمل ملك اليمين دون زواج فهي مملوكة بعقد. والإحصان أشمل من الزواج فكل متزوجة محصنة لكن ليس كل محصنة متزوجة وهذا واضح من النصوص التالية حيث الآية 25 تذكر المحصنات المؤمنات غير المتزوجات. وعليه يصبح تفسير الآية 24 كالتالي:
المتزوجات محرمات على غير أزواجهن باستثناء من فقدت حريتها وتم تملكها من قبل الشخص المعنى بكتاب الله عليه أنها مملوكة. وهذا يعطيه حق الزواج منها أو تزويجها رغم إمكانية أن زوجها حي لأنه غير معروف المكان ويعتبر زواجها موقوفا بحكم العبودية التي فرقت بينها وبين زوجها. وهذا مفهوم حين تكون الجارية ربما من بلد آخر وفقدت الاتصال بزوجها الذي ربما قتل أو أنه مستعبد أو حر. وهذا هو الاستثناء الوحيد الذي يسمح بزواج من كانت متزوجة ولا يعرف مصير زواجها أما زوجات غير المسلمين فهن محرمات بحكم التعميم.
وما بعد ذلك يحل الزواج بإحصان ولا يجوز أخذ السراري. وإن اختار الراغب بالزواج أحد الجواري فعليه أن يعطيها فريضة المهر. ويمكن التراضي والمخالصة برغبة الطرفين بأي تسوية يرونها مناسبة. وهذا يعمم مفهوم الزواج من الجارية والحرة بنفس الأسس والاختلاف فقط في حدود التعدد.
الشاذ تاريخيا هو استخدام الآية 24 لتقنين الرقيق بطرق منحرفة عن الأصل بل التمادي إلى تشريع الاستعباد مع أنه لا علاقة لها بذلك. تستخدم الآية لتبرير السبي من خلال ربط سبب التنزيل بدعاوى عمليات سبي تمت زمن الرسول وهذا في رأيي ادعاء كبير. والآية بلا شك لا تنص على ذلك إطلاقا والأمر يتعلق بالجارية دون تحديد طريقة تحولها كذلك. ورغم عدم وجود آيات صريحة تحرم الاسترقاق إلا أنه بالمقابل ليس هناك أية واحدة تدعو للاسترقاق أو تسمح به ضمنا بل هناك أكثر من آية ونسق عام بخصوص الرق يفهم منه منع الاسترقاق كما سنرى أدناه.
آية 25 تذكر أن من لا يستطيع زواج المحصنات (غير متزوجات طبعا) من الحرائر يمكنه زواج المؤمنات من الجواري (غير محصنات) ممن يملك أو مملوكة للغير شريطة موافقة أهلها أو وليها وأن يكون زواجا حقيقيا وبإحصان. ولا يجوز وطؤهن دون زواج كما يذهب البعض بحق المولى وطأ ملك يمينه بعقد الشراء فهذا النص صريح بمنعه.
فإذا تم الزواج يصبحن محصنات حتى لو كن جواري. ولكن بحكم وضعهن النفسي وعدم توفر تحصين أهلي مسبق لهن كالحرائر وتعرضهن للسبي والبيع فإن ارتكبن الفاحشة يكون عقابهن نصف ما يقع على المحصنات الحرائر. بل تدعو الآية للصبر عليهن بحكم خلفيتهن وإعطاءهن فرصة الإصلاح.
وعليه تصبح مسألة استخدام الآيات للتشهير بالقران كمشجع على السبي مردودة. فقد تم تفسير الآية في التراث مرتبطا برواية عن سعيد الخدري يقول فيها أنها تتعلق بمهاجرات قريش دون أزواجهن ممن بقوا كفارا مما يؤهلهن للزواج رغم عدم تطليقهن باعتبارهن أصبحن كذلك بحكم كفر أزواجهن. وهذا غير مشمول بالنص فهن حرائر ولسن ملك يمين ولا ينطبق التعريف عليهن. وبرواية أخرى عن الخدري أيضا تربط نزول الآية بغزوة لاحقة لحنين تم فيها سبي الكثير من النساء وتساءل الناس إن كان من حقهم وطؤهن رغم إمكانية حياة أزواجهن وأن الآية سمحت بذلك. وهذا في رأيي منتهي التحريف بل التزوير الصريح. بل أسوأ من ذلك تطرق الحديث لرواية تتعلق بسبي غزوة النضير وكيف قام الرسول بتحرير من ملكت يمينه مقابل مهرها ليتزوجها وهذا منتهى التحريف أيضا. التفسير المدون هنا غير موفق ويدعي بشكل فج تورط الرسول بأعمال سبي كثيرة وتزوجه نساء قبل الاستبراء وهذا منتهى التشهير والإساءة.
حسب اعتقادي فكل الروايات المتعلقة بحصول السبي زمن الرسول غير جديرة بالتصديق وأميل للاعتقاد أن الاسترقاق محرم في الإسلام رغم عدم وجود نص صريح بذلك وأبني الاعتقاد حسب الفهم التالي:
- لا يجوز استرقاق الأحرار دون حروب.
- لا يجوز شن الحرب العدوانية.
- يجوز القتال فقط في حال الدفاع عن النفس أو الحق.
وعليه حين يهاجم قوم المسلمين ويعتدون عليهم ولديهم الاستعداد لسبيهم ضمن نظام عالمي يعتبر الرق أساسا للحضارة يمكن فهم السماح للرد بالمثل مع أنني استبعد ذلك في زمن الرسول. لكن منتهى الأمر أن موقفا قاطعا من الرق في هذه الحالات المحصورة ترك لاجتهاد المسلمين وظروفهم. والتحريم المطلق ربما افتقد إمكانية التطبيق العملي في مجتمع يعيش الحالة ويمارسها بالحرب. مع أن هذ يعتبر تبريرا إلى حد ما.
السبب الأقوى لاعتقاد رفض الاسترقاق عموما هو الأمر الواضح بتشجيع تحرير الرق في مجمل النسق واعتبار تحرير الرقاب اقتحام للعقبة الكبيرة مما يجعل تشجيع الاسترقاق مناقضا لهذا الأمر الواضح. فمن يريد تحرير الرقيق يتوقع منه كحد أدنى منع إنتاجهم مع فهم السماح بالشراء لغرض التحرير بوسيلة فعالة ومجدية لمن يقوم بذلك كما حصل فعلا مع عدد من الرقيق بداية الدعوة.
من غير المعقول أن يشجع الإسلام استرقاق الناس كما تدعي الروايات المتعلقة بالسبي والمذكورة اختلاقا زمن الرسول ربما لتبرير التوسع بها لاحقا زمن الأمويين والعباسيين وربما حتى زمن الراشدين.
وعليه أري أن الفهم القويم لموضوع الرق ينسجم كالتالي:
- في الأصل لا يجوز الاسترقاق.
- ولأن نظام المجتمعات البشرية كان قائما على الرق فلا بد من آليات عملية تحررهم بوسائل فعالة. فحتى لو توقف إنتاجهم من قبل المسلمين لن ينقرضوا لأن الأمم الأخرى تنتجهم. وإن لم يفتح باب فعال لشل الإنتاج وزيادة وتيرة التحرير فلن ينجح الأمر.
- وعليه تم تبني مجموعة طرق لتسريع الأمر واعتبر تمويله على مستوى الدولة واحدا من ثمان طرق رئيسة من وسائل الصرف للمال الحكومي.
نص الآية بخصوص اقتحام العقبة معبر كثيرا عن أهمية ووزن هذ المسار. فالمعضلة الأكبر أمام الإنسان يمكن اختراقها بتحرير الرقيق. وهذ يعطي وزنا جوهريا للتحرير.
وقد أسئ استخدام هذا المسار بعكس المقصود منه. فالأصل تشجيع شراء الرقيق بغرض تحريرهم. والدولة تتكفل بجزء من دخلها لتحرير الرق. لكن ذلك لن يكون كافيا بحكم ضخامة نسبة الرقيق. لذلك تم تشجيع المسلمين على القيام بمبادرتهم الشخصية بذلك من خلال حوافز دنيوية ودينية تشجع الفرد على استثمار جزء من ماله لهذا الغرض مع توفر منفعة الحد الأدنى. وعليه تم فتح مختلف الطرق لتحريرهم وتشمل بشكل عام تنفيذ الكفارات وحق الرقيق في فداء نفسه وتوفير فرصة له للعمل الحر حتى يتمكن من ذلك.
بل أهم من كل ذلك ما يتعلق بالنساء اللاتي يمثلن النسبة الغالبة من الرقيق عموما. فالسبي يقوم أساسا على قتل الرجال وسبي الذراري من النساء والأطفال وعليه يشمل مجتمع الاسترقاق ما لا يقل عن الثلثين من النساء. ولأن النساء أقل قدرة على كفالة أنفسهن في مجتمعات تقوم على القوة الجسدية أصلا فمن المتوقع أن يعانين مشاكل تختلف في جوهرها عن مشاكل الرجال وتميل إلى الاستغلال الجنسي والبغاء. وهذا كان مألوفا في مجتمعات الرق عامة. لذلك لا بد من آلية خاصة بهن تسرع استيعابهن باحترام معقول. وفي رأيي لذلك فقط تم استنباط بند ملك اليمين وحق الزواج بهن دون قيد لتشجيع الاستيعاب كزوجات محصنات. ولم يتطرق النص القرآني لحالة ملك اليمين بعد زواجها لكنه وصفها بالمحصنة.
وقد تم استنباط مفهوم أم الولد لمن تلد وهي جارية بحيث يمنع بيعها وتصبح حرة بعد وفاة زوجها. ولا اعتقد أن هذا جزء ضروري من التشريع الأساس. ولكن لأن القران لم يوضح معالجة الحالة كان ممكنا إساءة التفسير. فلو أردنا القياس فلأن الجارية أصبحت محصنة فهي كالحرة تقريبا. ولكن لا يمكن اعتبارها كذلك تماما بحكم سقف خلفيتها والحاجة لفترة من الوقت حتى تتجاوز صدمتها فقد خفف عنها العذاب أن زنت أو فحشت بل طلب القران نصا الصبر عليها وهذا يناقض الفهم بوضاعة قيمتها. وعلية أرى أن النسق يميل إلى التحرير الكامل للإماء حين زواجهن لكن ضمن تدرج زمني يتناسب مع تجاوز مرحلة الاستعباد.
بل أهم من ذلك فتحرير الجواري بمجرد إنجابهن يخلق مشكلة لمن تزوج عددا كبيرا منهن لأن عليه طلاقهن للالتزام بسقف تعدد الحرائر. وبالتالي فعدم تحررهن الكامل يهدف لإبقاء وضعهن ضمن كنف الزوج وبعد موته يصبحن حرائر. ومن الصعب توثيق كل هذا ضمن تعليمات جازمة لتعدد الظروف.
وكما أعتقد من الصعب توفير حلول عملية أفضل مما وفر القران. فلو افترضنا تحريما صارما من القران كما حرمت الخمر أو كثير من الحدود الأخرى إلا أنها ليست حالة فردية وهي تؤثر على الآخرين بشكل جوهري. وهي ظاهرة شاملة لا يكفي تحريمها. فالخمر مثلا محرمة على المسلم لكن ليس هناك حاجة إنسانية طارئة لمنعها عن الآخرين من غير المسلمين. فهي في النهاية قرار فردي رغم انعكاسات السلوك على الآخر. أما الرقيق فلا يحل المشكلة امتناع كل المسلمين عنه لأن ثلثي المجتمع البشري مستعبدون. وإذا كان غرض الإسلام إيمان الناس وحرية اعتقادهم فمن الأولى أن يصبحوا أحرارا أولا قبل أن يقرروا الإيمان أو غيره. إذن لا يكفي التحريم وإنما هناك حاجة تتطلب الاندماج ضمن النظام لإلغائه وهذا لا ينسجم مع تحريم مطلق.
والمثال التالي يوضح المقصود: لنفترض وجود نص يحرم الرق والتعامل به كما حال الخمر مثلا: سيمتنع المسلمون عن التعامل به كما الخمر وسيستمر فيض إنتاج الرقيق في الأمم الأخرى دون آلية لتحريرهم. وستنمو مجتمعات الرق ولن تضمحل وسيحرم هؤلاء الرقيق من أية فرص لاسترجاعهم وتوفير فرص التحرر أو الإيمان لهم. وهذ منتهى الظلم لهم من وجهة نظر الفهم الإسلامي العميق بالتأكيد بل من أي مفهوم إنساني.
وبالمقابل اذا تم استخدام الشراء لتحريرهم فسينتج عن ذلك مجموعة فوائد أهمها: تحرير قطاع كبير من مجتمعات البشر بما يكفل حريتهم وانتماءهم للدين بحيث يوفرون مثالا رائدا لصدقية الإسلام وهذا سيؤدي إلى انسحاب الرقيق من تلك المجتمعات واعتبار مجتمع المسلمين الأكثر عدلا مما يسرع عمليات التحول الشامل للعالم وهذا طبعا هو الهدف السامي. والمفارقة حاليا أن الرؤية بالمقلوب فكثير من الناس ترغب بالهجرة للغرب لأن الحياة فيه اكثر إنسانية وأمانا وكفاية وحرية. والسؤال الكبير كيف انقلبت المعادلة وأصبحت مجتمعات غير المسلمين هي الجاذبة ومجتمعات المسلمين الأكثر طردا. السبب في رأيي هو انحراف رئيس ومبكر في مفاهيم الحرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما تطرقنا لذلك في مقالة سابقة.
الآيات 1-25 من سورة النساء
- يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
- وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا
- وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ
- وَآتُواْ النِّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا
- وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا
- وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا
- لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا
- وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا
- وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا
- إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا
- يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا
- وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُواْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ
- تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
- وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ
- وَالَّلاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً
- وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا
- إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
- وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا
- وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا
- وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا
- وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً
- حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ الَّلاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ الَّلاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ الَّلاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا
- وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا
- وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ