قصة ابني آدم وانعكاسات التفسير

January 15, 2025 Off By Salman Salman

قصة ابني آدم وانعكاسات التفسير المتوارث على فهم أصل الانسانية

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ۝ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ۝ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ ۝ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ۝ فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ [سورة المائدة:27-31].

احتمالية انهم ابني ادم المباشرين او اخوين من نسله البعيد

يفسرها الأغلب انهما من صلب ادم المباشر وهما هابيل وقابيل ويتم رفض اعتبارهما من ابناء ادم عموما دون ذكر سبب الإصرار أنهما ابني آدم المباشرين.

المؤشرات التي يمكن ان تقرب الاحتمالات هل هما ابني ادم ام من نسله البعيد

1- أنهما اخوان: باعتبار أن كل أبناء آدم المباشرين اخوة. لكن هذه لا تكفي لحتمية أن يكونا من صلب آدم المباشر فأي اخوين يمكنهما تحقيق ذلك.

2- بعث الغراب ليعلمهما الدفن باعتبار أنهما كان لا يعرفان الدفن بعد. هذا في الواقع يضعف احتمالية أنهما من صلب ادم لأنه كان يعرف ذلك بحكم معرفته بالأسماء لكن ذلك لا يرجح أي الفرضيتين أقوى.

غير ذلك لا مؤشر يفضل أمرا على آخر. لذلك نميل ان الاحتمال الاضعف هو أنهما ابني ادم المباشرين، وسنفترض أنهما من النسل البعيد.

تفسير سبب الخلاف توراتي بامتياز

هذا هو الحديث الوحيد المنسوب عن الرسول: وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: نهي أن تنكح المرأة أخاها توأمها، وأمر أن ينكحها غيره من أخوتها، وكان يولد له في كل بطن رجل وامرأة، فبينما هم كذلك إذ ولد له امرأة وضيئة، وولد له أخرى قبيحة دميمة، فقال أخو الدميمة: أنكحني أختك وأنكحك أختي، فقال: لا، أنا أحق بأختي، فقربا قرباناً فتقبل من صاحب الكبش، ولم يتقبل من صاحب الزرع فقتله

ليس هناك أحاديث اخرى مسنودة للرسول تتعلق بالواقعة وهذا غريب الحصول مقابل تعدد الاسناد والاحاديث عن عالم الغيب والمستقبل او بخصوص توزيع الزكاة والاموال. هذا يعني ان الامر لم بعط اهتماما يتطلب تدقيقا فتم الاخذ برواية التوراتية. وكانه كانت تعامل كحل افتراضي في حالة عدم وجود مرجعية. على كل في هذه الحالة الحديث يطابق الاسرائيليات. وتم في هذا التفسير ان المزارع قدم قمحا والاخر ضأنا فقبلت الضأن ورفض الزرع فقتل قابيل المزارع اخيه هابيل صاحب الضأن.

محددات النص والتفسير

1. افتراض أنهما من نسل آدم البعيد يقلل الخلل العام بالفهم فهما من نسل متأخر انفصل عن معرفة تعليمات الأجداد الاوائل وخبرتهما محلية.

2. هدف القرابين فحص قبول الله: لا إشارة إلى سبب القربان وليس واضحا آلية القبول والرفض للقربان من الله. لكن القربان لله لأن الثاني استخدم كلمة الله من يقبل، واجابته ان من يقتل سيؤثم وينال غضب الله، تدل على تعليمات دينية متوارثة تعترف بالله لكن لا تحدد كيفية التعامل مع القرابين.

3. بعث الغراب: بعد قتله نسي دفنه ويبدو أنه ندم أيضا على القتل، وحين رأى الغراب استهجن على نفسه عجزه عن دفن أخيه وكيف لم ينتبه لذلك. هذا يدل على أنه جاهل متخلف أو أنه من شدة الانفعال نسي كيف. بعث الغراب كان رحمة بالميت.

4. هما أخوان حسب النص.

بالفهم المطروح هنا لا يلزم اختراع قصة الحمل والولادة لزوجة آدم وأنها كانت تلد كل بطن ولد وبنت، وكل ما حملت تلك القصة من تسفيه للأشياء وتعقيد للعلاقات الانسانية دون ضرورة إطلاقا.

لو أراد الله توضيحا أكثر لفعل لكن حكمة النبأ أنه دليل على الحسد كعامل ينتج الشر. المجهول الأخير ان الية قبول القربان او رفضه غير واضحة. وحيث النص صريح فلا يمكننا الا قبول انه كانت هناك طريقة غير محددة وهي مع انها تفتح بابا لشرعنه تقديم القرابين وفحص القبول ماديا وما يتبع ذلك من الشرك وتبرير عبادة الاصنام والتقرب للأولياء إلا أن ذلك لا يبرر إنكار أن النبأ يقول ذلك. لذلك نكتفي بالقول أن كيفية حصول القرابين ليست محددة.

ملاحظة: هناك احتمال انهما استخدما الأصنام للتقرب لله وهذا ما كان مألوفا في مكة نفسها وحصل الأمر كذلك. هذا لا يعني أن الله تقبل او رفض القرابين فالقصة تقول انهما قدما قرابين واحد قبل والآخر رفض. وأدى ذلك الى قتل واحد للأخر حسدا ولا يشترط بصلابة أن الله من قبل القرابين أو رفضها لكننا نضع هذا باحتمال قليل.

https://khaledalsabt.com/interpretations/214/14-%D9%85%D9%86-%D9%82%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%85-%D9%86%D8%A8%D8%A7-%D8%A7%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D8%AF%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9-27-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%82%D9%88%D9%84%D9%87-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%81%D8%A7%D8%B5%D8%A8%D8%AD-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%AF%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9-31

https://majles.alukah.net/t75294/