ذو القرنين ويأجوج ومأجوج والبعث
ذو القرنين ويأجوج ومأجوج والبعث
1/6/2023
ورد ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن في موضعين واحد مرتبط بذي القرنين حين بنى السد الذي منعهم من الخروج وفي هذه يرتبط الخروج بنفخ الصور بعدما يخرجون يموجون بعضهم ببعض.
أولا: المسألة الأولى: تسلسل الأحداث وارتباط الامر بالقيامة والبعث
ليس واضحا فرق الزمن بين بناء السد وردمه بناء على وعد الله وخروجهم وموجهم ببعضهم وبين نفخ الصور وجمعهم. نفخ الصور الواردة تبدو الثانية وليست الأولى: هناك احتمالان
الاحتمال الأول: وعد انهدام الردم يسبق نفخ الصور الاول ويتزامن مع خروج يأجوج ومأجوج من سجنهم ثم تمر مرحلة صراعات حتى يموتون ثم يبعثون في الثانية ويعذبون. هذا هو النمط المعروف في التفسير وتتفاوت الفترات فقط.
الاحتمال الثاني: أن يأجوج ومأجوج ميتون الآن ومحصور مكانهم في منطقة السد. هدم السد ربما يعني بعثهم وتكون النفخة المذكورة الثانية وليست الاولى حيث لا تلزم النفخة الأولى لموتهم. الموجان ببعضهم يحصل بين البعث والحشر في فترة الحشر.
ربما التفسير الأول أميل للتسلسل المألوف ولكن هناك شواهد قوية تدعم الثاني كم سنرى أدناه.
ثانيا: المسألة الثانية من هم يأجوج ومأجوج
1- وصفهم القرآن على لسان القوم الذي لا يكادون يفقهون قولا أنهم مفسدون وردم السد عليهم دون أي إشارة لوجودهم منذ ذلك الحين يرجح موتهم بين إغلاق السد عليهم ومنعهم من الخروج وموتهم لاحقا.
2- هدم السد هو تنفيذ وعد الله ببعثهم وهذا يقف مع التفسير الثاني.
3- هل هم بشر أم حيوانات أم جن: الأرجح أنهم بشر فلو كانوا غير ذلك فليس هناك حاجة لتمييزهم عن كل الكائنات. يستبعد الجن لأنهم لا يظهرون للإنس أساسا الا في حالات إعجازية بأمر من الله. دور الجن وسوسة عقلية وليس تعاملا فيزيائيا بالحواس
4- الآيات من سورة الأنبياء هناك تميل للتفسير الثاني. تبدأ الآيات بحرام على قرية أهلكنها ربما قصد منه ردم ذي القرنين واعتقاد الناس انهم لن يرجعوا ابدا.
5- لكن فتح يأجوج ومأجوج تاريخ مميز مرتبط بهدم السد واقتراب الوعد الحق وهو الحشر والحساب. لذلك تبدو أن خروج يأجوج ومأجوج جزء من بعث الأموات ولا علاقة لها بحياة دنيوية جديدة لهم وإفساد وحروب قبل النفخة الأولى. تسلسل آيات الأنبياء ينسجم مع هذا التفسير أكثر.
6- التفسير الثاني يعالج عدم ظهور هؤلاء الأقوام الكثيرين إطلاقا منذ أغلق عليهم. كيف يعيشون تحت الأرض وهل يمكن ذلك. كل ذلك صعب لكنه غير مستحيل طبعا. ذكر نفخة واحدة مرتبطة بموجهم ثم حشرهم يعني أنها نفخة بعثهم وليس هلاكهم. لم ترد نفخة هلاكهم وهذا يؤشر انهم أموات قبل النفخة الأولى والله أعلم.
آيات سورة الأنبياء
وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ 95 حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ 96 وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ 97 الانبياء
آيات سورة الكهف
فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا 97 قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا 98 وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا 99 وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا 100 الكهف.
وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا 83 إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا 84 فَأَتْبَعَ سَبَبًا 85 حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا 86 قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا 87 وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا 88 ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا 89 حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا 90 كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا 91
ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا 92 حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا 93 قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا 94 قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا 95 آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا 96 فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا 97 قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا 98 وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا 99 وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا 100 الكهف.