حروب داعش

August 15, 2014 Off By Salman Salman

حروب داعش

د. سلمان محمد سلمان – أستاذ الفيزياء النووية والطاقة العالية – قلقيلية – فلسطين

2014-8-15

كيف يمكن تفسير التحول الكبير في موقف القوى المختلفة من داعش ولماذا تم تضخيم داعش خلال السنة الفائتة وتتم محاولة تحطيمه مرة واحدة الآن. وكيف تتفق كل من السعودية والعراق على تهديم داعش رغم التربص بينهما حاليا. وكيف يمكن تفسير موقف الولايات المتحدة الداعم للمالكي رغم التقاطع الكبير في سوريا. الأسئلة تحتمل أكثر من تفسير لكنها تنبيء بتحولات هامة في الموقف الدولي.

الاحتمالات

1- اتفاق روسي أميركي مع ايران على تصفية داعش والنصرة وتوحيد المعارضة السورية ضمن الجبهة الإسلامية والائتلاف بغرض إيجاد حل في سوريا يراعي مصالح الطرفين. وهذا يتطلب استخدام المال السعودي لتحقيق الغرض من خلال تمويل الجبهة المدعومة بوضوح من السعودية والاستفادة الهامة جدا من الجيش العراقي لتحطيم قاعدة داعش الرئيسة. وحسب هذا الاحتمال تتم تسوية الأمور بين الأطراف بحيث يستمر النظام السوري قائما وتتم انتخابات معقولة. 

2- الاتفاق الروسي الأميركي حسب الاحتمال الأول لكن دون حسن نية من القوى الممثلة للموقف الصهيوني الغربي وموقف السعودية ضد الموقف العراقي الروسي الإيراني بحيث يستفاد من جهد العراق والسعودية في تصفية داعش ليتم الانقلاب الغربي والسعودي بعد ذلك ضد حكومة المالكي في العراق وتركيز الحرب ضد سوريا بجبهة موحدة تحمل وسام تصفية الإرهاب بسوريا مقابل عجز الحكومة السورية عن ذلك. وهذا ربما يمثل موقف السعودية أساسا وعليه فهو الاحتمال الأرجح.  لكن فرص تحقيق المطلوب سعوديا ضعيفة لأن الدولة السورية صمدت ضد القوى مجتمعة (حر نصرة جبهة وداعش في عز الدعم الدولي) فلماذا تنهزم أمام الجبهة بعد سقوط الحر وداعش على الأقل. فوق هذا سيكون صعبا حصار بغداد إذا نجحت في تصفية داعش.

3- ليس هناك اتفاق روسي أميركي وإنما مبادرات سعودية عراقية محلية للتخلص من عدو مشترك ومن ثم يأخذ كل طرف مساره. وهذا احتمال أضعف لأن من الصعب تجاهل القوى العظمي في مثل هذه المعركة المعقدة.

النتائج

بغض النظر عن الاحتمال المرجح وراء الهجوم الحالي على داعش فشبه المؤكد يتلخص بالتالي:

  1. تستفيد السعودية بالحد الأقصى في حالة هزيمة داعش سوريا ونجاح داعش العراق. فمن جهة تستطيع السعودية الحضور إلى جنيف بورقة قوية جدا أنها رائدة القضاء على الإرهاب من خلال جبهتها الجديدة في سوريا التي تصبح مؤهلة أكثر من الدولة السورية لمحاربة الإرهاب. وهذا يسحب ورقة رئيسة بيد روسيا تدعم استمرار النظام الحالي كأكثر قوة مؤهلة للقضاء على الإرهاب.
  1. تستفيد سوريا بالحد الأقصى من هزيمة داعش العراق وعدم سقوط داعش سوريا أمام الجبهة الإسلامية. لأنها ستثبت عكس ما ترغب السعودية سياسيا وستقضي على أية مراهنات سعودية على الجبهة الجديدة فوق القضاء على منبع داعش العراقي مما يسهل حصار داعش سوريا لاحقا ويرجح فرص الحسم الميداني دون تنازل بجنيف إن عقد أصلا.
  1. هزيمة شاملة لداعش في العراق وسوريا وهذا يمثل نصرا مؤقتا للسعودية. لكن القضاء على داعش العراق سيجفف مصدر إرباك رئيس في الساحة السورية ولن تستطيع الجبهة الإسلامية تحقيق الكثير ما لم يكن الاحتمال الأول هو المحرك.
  1. نجاح داعش في العراق وسوريا يمثل خسارة كبيرة لسوريا وستستمر المعركة بوضع أقسى من الحالي. فشل العراق يعني خروج داعش عن السيطرة وسيدفع المالكي ثمنا كبيرا وربما ينعكس ذلك بشكل أخطر في انقسام العراق على الخطوط الطائفية. بالمقابل ستفقد السعودية هدفها السياسي ولن يستطيع حلفاؤها التعهد باسم المعارضة.

بناء على ما سبق لن تكون معركة الجبهة في تصفية داعش سوريا سهلة ومن المتوقع أن يحقق داعش مزيدا من التقدم ضدها. في العراق سيبذل المالكي أقصى طاقته لمنع نجاح داعش. ولن تقبل السعودية تجرع الهزيمة بسهولة. وإذن ستكون معركة داعش وحشية. أرجح النتائج ربما رقم 2.