رحمة بأبي طالب
رحمة بأبي طالب
20-12-2024
نزلت سورة التوبة في السنة التاسعة للهجرة فكيف انتظر القرآن 11 عاما حتى يحذر الرسول من الاستغفار لأبي طالب. حسب الآية: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {113}التوبة.
الآية 56 من سورة القصص نزلت مدنية. مرة أخرى كيف نزلت وقت وفاة أبي طالب (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) {56} القصص.
يقول التراث أن الآية “إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ” 56 القصص” نزلت تعزية من الله للرسول لأن أبا طالب لم يعلن إسلامه ومات على الكفر. يضيفون أن عذاب أبي طالب جمر تحت قدمية يغلي منه دماغه. هل يعقل مثل هذا التخريص.
من قال أنها نزلت لذلك السبب. إنها رسالة عامة ولا تشير إلى أن أبا طالب لم يهتد. لم تذكر الآية أن الرسول حزن بسبب موته وهو على الكفر. لكنه حزن علي موته وموت خديجة بنفس العام وفقدان السند والأهل. لا يلزم أن يكون أبو طالب كافرا حتى يحزن الرسول.
أبو طالب لم يكن كافرا والعلم عند الله ولا يحق لنا تكفيره. ربه يعرف إيمانه. لا يلزم أن نضع عقوبته في الآخرة وكأنها من صلاحيتنا. الهدف من القصة التشهير بأبي طالب فقط وبالرسول بالتبعية. هل يليق تصديق أن الرسول طلب منه الشهادة ورفض. لعنهم الله.
يفترون القصص كما يرغبون. فتش عن مصادرهم تجدها من جنود إبليس. ما لزوم شرمحة أبي طالب كما تمت شرمحة عائشة وكثير من أشرف الصحابة. فقط اليهودي الذي كان يؤذي الرسول كان يسامحه، ومن استدان منه ورهن درعه.
هذه هي نفس المصادر التي يتم الاعتماد عليها لتكفير أبي طالب مع أنه شأن خاص ولا يحق لنا الولوغ فيه بالأذى. أبو لهب مثلا كان الموقف منه واضحا ولعنه الله قبل موته أما أبو طالب فلا.
بالأرجح كان مؤمنا وهو من وقف مع النبي طول عمره ووفر له الحماية. لم يكن مستعدا لإعلان التبني للدين لأنه يذلك سوف يضطر للهجرة ويخسر محمد سندا مصيريا.
لكنه رفض التخلي عن محمد وكل المؤمنين في مكة. ظلوا معزولين في شعب أبي طالب وفي النهاية يقول العوام عنه كافرا .
عندما مات أبو طالب لم يستطع محمد البقاء طويلا فهاجر. هذا ما يفسر عدم إعلانه على الأقل أمام الجمهور الملعون من كفار قريش.